sso
| أهلاً بك زائر - دخول | حسابي | رف كتبي | مجلد المضامين الخاصة بي
 موقع فهرست
صفحة: 68

في بيتنا المذياع ولا المكان الذي كان يصلي فيه والدي ، وإنما الزاوية المقدسة كانت تلك الزاوية الصغيرة والتي كانت الكتب فيها مرتبة على الرفوف . كان مفهوما على الصعيد الشخصي بالنسبة لي أهمية الثقافة ، أما الصعيد القومي فكنت أنسبه للوعي الثقافي فقد أدركت بأن شعبا بدون ثقافة هو شعب ميت ، وهذا ما كان يدفعني إلى أن أحسد اليهود ، فقد كانوا يضحون بالحياة ومكنوا الجميع من الرؤية والشعور بثقافتهم ، من ذلك الحين بدأت اربط الثقافة بالالتزام والوعي ، وبالتخطيط وبناء الشعوب ، وفقط بعد مرور العديد من السنوات تمكنت من فهم الصعيد الشخصي والنواحي الإنسانية المتعلقة به . كان هنالك ما يقلقني وهو أن عملية تثقيفنا سوف تستهلك وقتا طويلا ومن تراه كان يعرف ماذا باستطاعة اليهود أن يفعلوا حتى ذلك الحين . هذا الأمر كان دائما يزعجني وفي حقيقة الأمر ما زال حتى الآن فنحن ما زلنا بعيدين كل البعد عن المستوى المهني ، ففي حال حصلنا على قسط اكبر من الثقافة وفي حال كون هذه الثقافة مرتبطة بحضارتنا وبقوميتنا فنحن العرب في إسرائيل سوف نصبح أكثر قوة كأقلية قومية ، وأكثر تقدما اقتصاديا وأكثر تأثيرا على تداعيات الصراع القائم في منطقة الشرق الأوسط واثر ذلك سيقلل من تحكم الأغلبية اليهودية في إسرائيل بنا كأبناء أقلية . الحرب انتهت ، كنت حزينا ، متأملا ، كنت آمل بأننا جميعا ، سوف نحصل على القسط الضروري من الثقافة ، وأن نكون متميزين ، ملتزمين ومخلصين وجاهزين لمواجهة التحديات المستقبلية . وكان هنالك دائما ما يشغل بالي ، فلم أكن أريد أن أصبح شريرا ، فهذا هو الرباط بين الثقافة وبين الشر والذي بلورته في رأسي وطالما أردت التخلص منه ، أردت أن أصبح مثقفا دون أن أطارد النساء والأطفال ودون أن أدمر قراهم . ولكن ، وفي الوقت ذاته كانت الحرب قد انتهت ، فمن جهة لم أرد التفكير باحتمال نسياني لأخي الرضيع في المهد في حال اضطررنا للهروب . وكذلك كنت قد ارتحت من تأدية واجبي في توزيع فناجين القهوة لكل من تجمعوا في بيتنا لسماع الراديو . فلقد توقفوا عن زيارتنا ليس بسبب عدم اهتمامهم بالأخبار – ولكن بسبب تواجدنا تحت الضغط والتهديد من شروق الشمس وحتى غروبها ، فبعد صلاة الظهر ذهب الجميع إلى بيوتهم ليتسنى لهم الشعور بالأمان . لقد كرهت هذا الضغط لأن لعبتنا المفضلة كانت " الخبية " أو الطممة " وهي الاختباء والبحث من قبل أحدهم ، والوقت الأفضل للخوض في مثل هذه اللعبة هو في المساء واتقنا اللعبة جيدا وحينها كان من الصعب التفتيش عنا . أيضا لم يكن بإمكاني فهم اليهود في ذلك الحين ، فقد كانوا غاية في القوة ونحن كنا ضعفاء ومهملين ، فما الذي كان بإمكانه ردعهم عن الخوف منا وعن إيقاف

دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר


 لمشاهدة موقع فهرست بأفضل صورة وباستمرار
مطاح، مركز التكنولوجيا التربوية، شركة لفائدة الجمهور © جميع الحقوق محفوظة لمركز التكنولوجيا التربوية وللناشرين المشاركين
فهرس الكتب أنظمة المكتبة حول المكتبة مساعدة