sso
| أهلاً بك زائر - دخول | حسابي | رف كتبي | مجلد المضامين الخاصة بي
 موقع فهرست
صفحة: 67

نساعدهم في إعادة تنظيم أنفسهم وفي العثور على بقية أفراد عائلاتهم . كما ، كنا نزودهم بالماء ، والطعام والمأوى . أغلبية المتعلمين القلائل في قريتنا تركوا القرية إبان الحرب فقد تنبأوا بالنتائج المجهولة . على أي حال ، عدد كبير من المعلمين ومن خريجي المدارس الثانوية لازموا القرية . فكانوا يحضرون كل يوم لزيارة والدي للتشاور معه ولتمضية الوقت . هم كانوا مختلفين عن بقية أبناء القرية ولم يحاولوا إلقاء المسؤولية كلها على القدير ، وبدلا من ذلك كانوا يتحدثون عن مدى إهمالنا ، وقلة تنظيمنا ، وعدم تضامننا وكيف أنه تم خيانتنا على يد قياداتنا ، كانوا يتكلمون عن اليهود بنوع من الكراهية والاحترام في الوقت ذاته ، كانوا متعلمين منظمين جدا ـ متضامنين والاهم من ذلك كله فان قادتهم كانوا مخلصين وغير قادرين على خيانة أبناء شعبهم . أحبطت من شعبنا ، ولكنني نفرت من اليهود أكثر ، هم كانوا متعلمين ولكن أبي كان كذلك أيضا ولم يقتل أو يلاحق يهوديا في حياته ، كان أبي يتدخل ليقول بأنه إذا كنا متعلمين مثل اليهود فيتوجب علينا أن نتصرف بذكاء اكبر ، كان أبي متخوفا من أن كراهيتي لنفسي وشعوري بالدونية أمام الآخرين سيتجلى ، خاصة أمام اليهود ، والذين سأقابلهم عاجلا أم آجلا . مرات عديدة قال لي والدي بان الإنسان لا يولد مثقفا وبأن الثقافة مكتسبة ، وكنا نتكلم عنه كمثال على ذلك؛ في سنواته المبكرة كان متعودا على المشي حتى عكا والتي تبعد عنا حوالي 50 ميلا ، في بداية كل فصل جديد كان يتلقى تعليمه الثانوي في مدرسة الجزار الثانوية والتي كانت مشهورة جدا آنذاك . كان يروي لي كذلك قصص نجاح كبيرة استطاع تحقيقها أصدقاؤه ، والذين قمت بمقابلة أغلبيتهم ، لم ينس والدي انه في العصور الوسطى كان العرب الاستثناء الوحيد الذين لم يعيشوا عصر الظلام مثل الآخرين في ذلك الحين ، كما أن أجدادهم نشروا النور والحضارة في العالم كله . معرفتي لتلك الأمور زادت من طمأنينتي ، ولكني كلما كبرت تمنيت لهم الموت جميعا ، واستمرت كراهتي لليهود ، لم استطع فهم الرابطة بين الثقافة والشر ، وبسبب اليهود لم نتمكن من رؤية عائلة أمي ، ومن قضاء الوقت في قريتها والتي دمرت بالأكمل وأمي لم تعد تملك القدرة على الابتسام وكانت تغرق في حزن عميق . كانت الثقافة منسوبة بالقوة ، ليس فقط على الصعيد الشخصي ، ولكن أيضا على الصعيد القومي ، فعلى الصعيد الشخصي كنت أحب مشاهدة أبي عندما كان يقوم بترجمة الأخبار للجميع وكيف انه كان مركز الاهتمام ، كنت احسده على مقدرته على كتابة أو قراءة رسائل أبناء القرية . ولم يكن المكان المقدس

دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר


 لمشاهدة موقع فهرست بأفضل صورة وباستمرار
مطاح، مركز التكنولوجيا التربوية، شركة لفائدة الجمهور © جميع الحقوق محفوظة لمركز التكنولوجيا التربوية وللناشرين المشاركين
فهرس الكتب أنظمة المكتبة حول المكتبة مساعدة