|
|
صفحة: 62
متسرعة بسبب اختلافي عنك . بالإضافة إلى ذلك ، حاول أن تضع نفسك في مكاني وان تبدي حساسية اكبر لنفسك ، وللأفراد الآخرين ولحضارات أخرى ، أنا لا أنوقع منك الاتفاق مع موقفي المسبق ، ومواقفي ومشاعري ، وذلك إدراكا مني بأنك مختلف . وأطلب منك ذلك لأنني سوف أكون متورطا في عملية حوار شخصية ، ومن الملاحظات الشخصية التي سوف أقوم بدمجها هنا تتمحور حول نفسي وبعضها الأخر سيبدو لك طبيعيا أكثر كونك عربيا ، أو لأنك تفترض بأن للبشر الكثير من التحاملات والآراء المسبقة . على أي حال ، بالنسبة لي ، هي جريئة ، حافلة بالمخاطر وأحيانا مؤلمة . بالرغم من انفتاحي بشكل واسع ، على الحضارة الغربية ، وبالرغم من أنني تبنيت بعض القيم والسلوكيات الحضارية الغربية ، بعضها رغما عني وبعضها بمحض إرادتي – إلا أنني لا أزال فردا غير غربي ، أنا لا اعرف نفسي كشخص عربي ولا كشخص تقليدي ، بالإضافة إلى ذلك؛ أنا لا اكره اليهود وفي نفس الوقت لا أحب الصهيونية . استغرق مني الأمر وقتا طويلا لكي أتمكن من التصريح بالأمر وسأعمل على مشاركتكم هذه الأمور هنا . حرب 1948 واليهودي "الحقيقي : " صلتي بالرجل اليهودي أو تجربتي معه كانت أول مرة خيالية ولم تكن حقيقية ، حينما كنت غلاما يافعا في سنوات الأربعينبات وأحببت اللعب في بيت جدتي الذي كان مقابل بيتنا في عرعرة . بعد أن تعودت أن اذهب هناك ومعي أصدقائي للعب في الساحة الخلفية فيه وكنت أقفز بقوة ، لم يرق لجدتي هذا الأمر فقد كنا مزعجين لها خاصة أنها امرأة مسنة وما عادت تتحمل ولكننا أحببنا التجمع حولها . محاولاتها العديدة والمتكررة للتخلص من شغبنا باءت بالفشل فقد كنا نخرج من أحد الأبواب للدخول من باب أخر ، لم يكن بامكانها ملاحقتنا ولا حتى صفعنا ، فنحن كنا شياطين صغار من الصعب عليها مجاراتنا ، بالرغم من ذلك توصلت جدتي إلى حل سحري وناجع ، كل ما كان عليها قوله هو : " اليهود قادمون ، اذهبوا من هنا . " مجددا ، هذا كان حلا سحريا ، فكلما سمعناها تقول ذلك اختفينا وتركناها لتنعم بالهدوء . انقلبت أقوال جدتي إلى حقائق كما حدث في أعوام 1948 ، 1947 ، 1946 عندما كان العرب واليهود متورطين في الحرب الدامية والتي استهدفت الأراضي الفلسطينية ـ أتذكر سماعي للكثير من القصص المشينة حول ما كان يفعله اليهود بالعرب آنذاك ، بعد ذلك بمدة طويلة أدركت أن بعض هذه القصص
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|