سامي مرعي الإنسان والباحث بين التنوع والأصالة

صفحة: 58

التكنولوجي خلال سنوات عديدة ، وكان يمكن أن يستمر هذا الضعف سنوات وسنوات ، ولكن المبادرة بإقامة صندوق التعليم التكنولوجي ، والذي شارك فيه الدكتور مرعي بصورة نشطة ، تعد نموذجا للاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية وخدمة المجتمع . هذه هي الترجمة الفعلية للعقلية الثورية التي تعتبر قوة دافعة نحو مستقبل أفضل . وفي النهاية لا بد من التأكيد والتوضيح لنقطتين أساسيتين : . 1 التربية التحررية التي تحدث عنها الدكتور مرعي والتي تهدف إلى التثوير الفكري والقيمي ، هي تربية إنسانية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان . قد يتبادر إلى ذهن القارئ أن التثوير مرتبط دائما بالعنف ، ولكن الدكتور مرعي أبعد ما يكون عن العنف . التثوير في رأيه هو تحرير للطاقات الإنسانية الإبداعية . وتجدر الإشارة هنا إلى النشاطات المكثفة التي قام بها الدكتور مرعي من أجل التعايش السلمي وتعميق التربية للديمقراطية ومقاومة العنصرية ، وكلها تشير إلى النزعة الإنسانية الراسخة التي آمن بها والتي غلفت آراءه وأفكاره وتصوراته . . 2 توضيح آخر ، أود أن أنوه إليه ويرتبط بمفهوم التثوير الفكري والقيمي . التثوير يعني الإبداع والتجديد والأصالة والاستقلال الفكري . قد يظن البعض أن تبني آيديولوجيات اجتماعية – سياسية اجنبية هو نوع من التثوير الفكري والقيمي . هذا الظن خاطئ ، لأن تبني آيديولجيات أجنبية يعني التقليد والاتكال والتبعية الفكرية والتنكر للأصالة القومية المميزة وتمجيد الغرباء والخضوع لهم . لقد أراد الدكتور مرعي أن يؤدي التثوير الفكري القيمي إلى " بلورة تصور فلسطيني عام يقود العمل التربوي والفعالية الثقافية على صعيد الشعب الأم . الشعب العربي الفلسطيني أينما تواجد" . ( 57 ) أنهي هذا الفصل بكلمة قيلت في حقه : " سامي أعطانا دفعة أمل لمسيرة ثانية ، فالكثير من القضايا التي أثارها ، ما زالت تثار والمؤلم أنها لا تكتمل ، إما لوجود نقص في قيادة ملتزمة ، أو لكثرة قضايانا في ظل ظروف قامعة ، حمل سامي رؤيا وحاول تنفيذ ما يؤمن به من خلال استنفاذ جميع السبل ، كان دائما يستعمل مصطلح الفرس والخيال ويقول أنا بدي أكون خيال فرسي ، من هنا جاء إيمانه بحزب عربي يعبر عن أماني الأقلية الفلسطينية ، " هكذا قدم سامي خطابا مجتمعيا وتربويا متكاملا . 57 مرعي ، سامي . ( 1985 ) التعليم العربي الابتدائي والثانوي في اسرائيل ، المواكب ، تشرين الثاني ، ص . 23 أنظر أيضا كتابه ص . 108

السابق:  |  التالي