|
|
صفحة: 56
. 4 تقديم أعلام فلسطينية أصلية للتوحد معها والاقتداء بها : الشعب الفلسطيني صمم أن يحدث تغييرات جذرية في نوعية وعيه وكيفية وجوده ، وهذا لا يتم إلا إذا اكتسب الفلسطينيون السمات والميزات العقلية والاجتماعية والخلقية التي تمكنهم من تحقيق تطلعات شعبهم . فالتربية هي العملية التي يستعين بها المجتمع لتنمية الإنسان المستقبلي القادر على تحقيق ذاته والإسهام الفعال في ديناميكية التغيير نحو الأفضل . ومن أجل ذلك يقدم المجتمع لأجياله الصاعدة أعلاما أصيلة حتى يتوحدوا معها ويقلدوها . فعن طريق التوحد والتقليد " يتطبع الفرد بطبائع الأمة المرجوة ويصبح عضوا فعالا فيها يصب وعيه وسلوكه في مسيرتها ليثريها وليعينها على تحقيق ما تصبو إليه" . ( 50 ) إن اختيار الأعلام الأصيلة يعد موضوعا حاسما للمجتمع ، وأي تساهل من جانب المجتمع قد تستغله أوساط مشبوهة ، فتقدم لأجيالنا الصاعدة " رموزا" أجنبية في انتماءاتها الفكرية والسياسية وفقيرة في رصيدها العلمي والقيمي ، مدعية زورا أن هذه الرموز هي رموز أصيلة ، بينما الواقع يظهر أن الأصالة منها براء . لقد أشار الدكتور سامي مرعي إلى الصفات التي يجب أن يتسم بها الشخص حتى يصبح علما لأمته : " انفراده بقدرات وإبداعات متميزة ومرتبطة ارتباطا عضويا بوعي الشعب لواقعه في حاضرة ومستقبله" . ( 51 ) بالإضافة إلى وظيفة العلم التذويتية فإنه قد يتحول أحيانا إلى " إطار مرجعي جماعي" تنتمي إليه الأمة في سياقات معينة وفي مواقف معينة مما يساهم في تعبئتها المعنوية الثورية . . 5 تشجيع التخصص والبحث العلمي : لقد تحدث الدكتور مرعي عن أهمية التخصص والبحث العلمي لمجتمع كالمجتمع الفلسطيني الذي يهدف إلى بناء ذاته كأمة تسودها العقلية الثورية وتسعى إلى ترجمة هذه العقلية إلى مسلك فعلي . إن مسؤولية الشباب المتخصص تكمن في " رفض السلبية في العلم والاستهلاكية في البحث ويصر على أن ينشط وينتج بدلا من أن يكون مستهلكا لأبحاث الآخرين التي كثيرا ما تكون مغرضة وملتزمة بنوايا بينة ضد مجتمعنا تهدف إلى استغلاله والتلاعب بمقدراته سياسيا واجتماعيا وثقافيا وتربويا واقتصاديا . ( 52 ) وفي مكان آخر نبه الدكتور سامي مرعي الباحثين الشباب إلى حتمية . 50 نفس المصدر ، ص . 15 . 51 مرعي ، سامي . ( 1984 ) دور الأعلام في حياة الأمة ، المواكب ، كانون الثاني ، ص . 27 . 52 نفس المصدر ، ص ، . 23
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|