سامي مرعي الإنسان والباحث بين التنوع والأصالة

صفحة: 52

الإسرائيلي" . ( 39 ) والأساليب التي اتبعتها المؤسسة الإسرائيلية لتحقيق هذا الهدف كانت عديدة منها تقليص الميزانيات الحكومية ، وعدم ملاءمتها لمتطلبات الزيادة الطبيعية للعرب ، مما أدى إلى نقص في غرف التدريس ، اكتظاظ الصفوف ، تقليص عدد الطلاب المقبولين في معاهد إعداد المعلمين والجامعات ، النقص والفقر في الخدمات التربوية في المدارس العربية الخاصة والمساعدة ، ومحدودية التعليم التكنولوجي في الوسط العربي . وقد نتجت عن هذا الوضع ظواهر سلبية عديدة ، منها : انخفاض حاد في نسبة التعليم العالي لدى العرب الفلسطينيين في إسرائيل حيث وصلت إلى ثاني أحط نسبة في العالم . ( 40 ) ب . تشويه الهوية الحضارية والقومية للعرب في إسرائيل بهدف تحويلهم إلى مجموعة عشوائية تتحكم فيها الأنانيات الشخصية والطائفية والطبقية والحزبية حتى تسهل السيطرة عليهم وتدجينهم . ومن اجل تحقيق هذا الهدف وضعت المؤسسة الصهيونية مناهج خاصة للتعليم العربي " ترمي إلى خلق شخصيات مشوهه خنوعة غريبة عن واقعها القومي والسياسي وعن تاريخها المميز ، لغرس الإحساس بالدونية لدى العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص من ناحية ، وشعور التعالي لدى اليهود في الفكر والعلم والثقافة من ناحية أخرى ، " وهو ما يتجلى في رؤية الآخر في مقررات التعليم اليهودية وما بينه سامي خاصة في كتب التاريخ واللغة . ولإنجاح هذا الهدف ، عملت المؤسسة الصهيونية على إعداد معلمين عرب أصحاب " شخصيات خنوعة ، مطيعة ، جبانة وغريبة عن ذاتها الفردية والجماعية . ( 41 ) " التصدي الفكري - التربوي : إن الوضع المأساوي في التربية والتعليم في الوسط العربي ، كاد أن يولد الاستسلام واللامبالاة لدى الكثيرين الذين كانوا على وشك التوصل إلى النتيجة اليائسة والقائلة : بأن هذا هو قدرنا وليس أمامنا إلا الرضوخ والاستخذاء . وبالرغم من ظهور محاولات التصدي لهذا الوضع المأساوي بين الحين والأخر ، إلا أن المحاولات كانت متقطعة وارتجالية وسطحية ، . 39 أنظر لاحقا فصل معهد بحث وتطوير التعليم العربي والأبحاث التي قاد إليها لتنمية وتطوير جهاز التعليم العربي ونقله من حالة القهر والتلقي إلى حالة الإبداع والريادة . . 40 مرعي ، سامي . ( 1984 ) التربية والثقافة والهوية ،( 1 ) المواكب ، كانون الثاني ، ص . 10 . 41 المصدر السابق ، ص ، . 9

السابق:  |  التالي