سامي مرعي الإنسان والباحث بين التنوع والأصالة

صفحة: 51

في سنتي ، 1985-1984 إلى جانب ما جاء في كتابه الصادر في الولايات المتحدة عام 1978 حول جهاز التعليم العربي في إسرائيل ، ودراساته الأخرى المنشورة منها وغير المنشورة . لقد تناول الدكتور مرعي في دراساته وضع التربية والتعليم في المجتمع الفلسطيني داخل إسرائيل وربطها في سياق المجتمع الفلسطيني الواسع ليمارس في منهجيته حالة التماسك والتواصل ويتحدى واقع الانفصال ، مضمنا في هذا السياق المناطق الفلسطينية المحتلة الضفة والقطاع والشتات الفلسطيني . وعلى هذه الخلفية ظهرت آراؤه التربوية والتي كان لها هدفان أساسيان : 1 الأول : التصدي للسياسة التربوية التي انتهجتها المؤسسة الإسرائيلية تجاه العرب في إسرائيل والتي ترمي إلى إبقائهم في حالة من التخلف العلمي والتطويق الفكري وتعمل على تشويه هويتهم الحضارية القومية ، وهو ما بينه في دراسة مناهج التعليم المختلفة ودور المدرسة في سياقها المجتمعي . 2 الثاني : وضع خطة تربوية– ثقافية عامة تنسجم مع التطلعات القومية الوطنية للشعب الفلسطيني ، هذا الهدف كان بمثابة حلم وعد الدكتور مرعي أن يخصص له دراسات خاصة ، ( 38 ) ولكن القدر لم يمكنه من الوفاء بوعده . وبرغم ذلك فإن القارئ لكتاباته يجد تلميحات تعكس تصوره لهذه الخطة خاصة في عمقها ألتنظيري وتواصلها مع الواقع في حالة التعاطي اليومي . نتناول هنا أبعاد السياسية الإسرائيلية في مجال التربية والتعليم للعرب الفلسطينيين ، ثم ننتقل إلى التصدي الفكري – والتربوي لهذه السياسة ، وأخيرا نتحدث عن المحاور التي توجه عملية التطبيق العملي للتصدي الفكري – والتربوي . كل ذلك كما يظهر من خلال دراسات الدكتور سامي مرعي . السياسة الإسرائيلية والتعليم العربي : في مقاله " التربية والثقافة والهوية ، " كشف الدكتور سامي مرعي عن أهداف السياسات التربوية التي مارستها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تجاه المواطنين العرب في إسرائيل ، وقد خصها في هدفين عامين : . 1 " تحويل العرب إلى أناس ذوي مهارات تعليمية ومهنية أولية بحيث يمكن استغلالهم في الاقتصاد . 38 المواكب 1984 / 9 ، 10 – ص 12 ( و ) ص . 14

السابق:  |  التالي