سامي مرعي الإنسان والباحث بين التنوع والأصالة

صفحة: 50

في حين قدرت المؤسسة الإسرائيلية عكس ذلك . ( 36 ) كان لهذه العوامل الفاعلة على الشخصية الفلسطينية نتائج أبرزها " التسييس الشامل" الذي كان درعا في الإصرار اليومي والتحدي والنضال الدائم الذي عاشه ويعيشه شعبنا ، وساعد ذلك على " تجذر الهوية في وعي ثوري يترجم ذاته إلى موقف سياسي نضالي . " ومن هذه النتائج " الوعي الجماعي ، " وإبداع شعبنا في مبادراته لصيانة التراث وإحيائه وإقامة المسرح الوطني ، وإقامة المؤسسات كأطر واقية ، وهكذا أخذت الهوية الفلسطينية تزداد وضوحا كأنما كانت التحديات تصقلها لتجعل منها هوية كرامة واعتزاز وفخر أبنائها بها . وأكد أن الفلسطينيين عامة – وليس الفلسطينيين في الدخل فحسب – " اختاروا طريق الحياة وطريق الكرامة الفردية والجماعية فتصدوا وتحدوا" . ( 37 ) فكانت النتيجة الحتمية أن الفلسطينيين نجحوا في تطوير هويتهم وانتمائهم من القبلية إلى القومية والوطنية ومن طائفة دينية ضيقة إلى إقليمية عامة ، مما جعل الفلسطيني في كل مكان معتزا بانتمائه وهويته العربية الفلسطينية المحددة من جهة ومترفعا بإنسانيته السامية إلى أعالي درجات السمو من جهة أخرى . لقد بدأت نظرية سامي مرعي في الانتماء والهوية الفلسطينية تتبلور يوما بعد يوم ولكن يد المنون حالت دون أن تكتمل نظريته لكي يسجلها بنفسه ، وبكتابة كلمات ربما أرادها أدق مما نكتبها أو كما نفهم مقصده فيها . الأطروحة التربوية لسامي مرعي : " يجب تخليص التربية والتعليم- بين العرب في إسرائيل- وتحريرهما من كونهما وسيلة قهر وعدمية وإرهاب إلى كونهما وسائل تحرر الطاقة البشرية وتدفق الإبداع الفردي والجماعي في إطار من الأصالة الثقافية والانتماء النشط" ( سامي مرعي . ( سأعتمد في هذا الباب على الدراسات الست ، التي نشرها الدكتور مرعي في مجلة " المواكب" . 36 لقد نبه سامي مرعي محذرا من محاولات السلطات الإسرائيلية ضرب الشرفاء الفلسطينيين الذين هم أساس ( عمليات التصدي" وعنوان لبلورة الهوية الفلسطينية . قال : " وهي ... تحاول خصي الأكفاء الشرفاء خصيا وظيفيا ، وكل ذلك من خلال سياسة مدروسة تهدف إلى شل المجتمع قوميا وثقافيا . " المواكب ( 1985 /( 9 ، 10 ) ص . 28 . 37 انظر تفصيل هذه العوامل - المواكب 1984 / 3 , 4

السابق:  |  التالي