سامي مرعي الإنسان والباحث بين التنوع والأصالة

صفحة: 48

معين في نابلس ، وهكذا الحال في الانتماء إلى كل فرع من الفروع الأخرى . كان سامي يرى أن تحديد الانتماء بالشكل الصحيح يؤدي إلى تحديد " الهوية" هذا المصطلح الذي يعني لي ، هو أو بمعنى أخر ، يعني تحديد شخصية المرء من مختلف الانتماءات القائمة . لذلك اهتم سامي كثيرا بتحديد الهوية للفلسطينيين معتبرا أن أهم انتماء للشعوب التي تناضل في سبيل تحررها وفي سبيل الحفاظ هو الانتماء القومي . وانشغل كثيرا بتحديد " الهوية القومية الحضارية للفلسطينيين في الداخل" ( 34 ) بشكل خاص لأنه كان يدرك إدراكا واعيا أن " المؤسسة الصهيونية" في إسرائيل قصدت وتقصد تحويل العرب في هذه الديار " إلى مجموعة سكانية عشوائية مفرقة تأكلها الحساسيات الطائفية والطبقية" . ( 35 ) وكان يعلم علم اليقين عن درس وتمحيص ، أن هذه " المؤسسة" تعمل بجهد مثابر لعدمية الشخصية العربية الفلسطينية بواسطة إحداث شرخ طائفي يسهل عليها اغتصاب الهوية الموحدة . وهذا يعني – حتما – أن الصراع القائم بين " المؤسسة الصهيونية" من جهة والشخصية الفلسطينية الواعية من جهة أخرى هو صراع حول ماهية الهوية الفلسطينية ، مما يفرض ضرورة بلورة الهوية القومية الموحدة حتى تكون إطارا واقيا للإنسان الفلسطيني في إسرائيل ، تقيه وتحميه من عمليات القهر والقمع من الجذور وعمليات " طمس وتذويب" الهوية التي تمارسها المؤسسة الصهيونية ضد هذا الإنسان الفلسطيني . ولا يمكن أن تتم هذه البلورة إلا من خلال التفاعل المستمر الواعي مع عمليات التصدي . وعليه لا بد من معرفة سبل هذه المؤسسة في ممارساتها ضد شعبنا حتى تكون عمليات التصدي مثمرة ، ومن ثم يكون وعي الإنسان الفلسطيني لهويته بأبعادها واضحا تماما . ولذلك درس سامي ووعى أهداف " المؤسسة" التي تعمل من أجل " تشويه الهوية – عند الفلسطينيين في الداخل – وتحويل مجراها إلى آفاق فردية أنانية طائفية" كما تعمل من أجل " عدميتهم قوميا وحضاريا" والوصول بهم إلى مرحلة "الاغتراب الحضاري القومي . " والمؤسسة الصهيونية تعتقد أنها إذا نجحت . 34 هذا الاقتباس والاقتباسات التالية ، مصطلحات وعبارات ، من مقالات مرعي في "المواكب . " . 35 المواكب 84 / 2 , 1 ص . 6

السابق:  |  التالي