|
|
صفحة: 47
إلى رفضها وإلى إعادة تقييم العلاقة بين الإنسان الفلسطيني – أينما كان – باعتباره الوطن مركزا إذا نسيناه أو استبدلناه نكون بلا وعي سليم ومن ثم نفقد الوطن والوعي معا ، وهما ما يميز الإنسان في انتمائه ومن ثم يحدد هويته بحيث يصبح "خاصا . " من هنا نجد سامي قد حدد هويته برغم تفاعله مع ثقافات متعددة وتعامله مع هويات متعددة أيضا ، وصراعه في بعض الأحيان مع الحداثة ، والذي عبر عنه في أحد مقولاته : " أنا تربيت في عرعرة وكانت 6 نساء يخدمنني ، في إشارة إلى والدته وأخواته ، وفجأة طلعت من حلدي لأستوعب أني زوج لامرأة تريد أن تدرس ، " الا أنه كان "متصالحا مع هوياته" برغم تعددها وتشكلها . وفي الولايات المتحدة كان لسامي تواصل خاص مع المفكر الفلسطيني هشام شرابي ، وفي البرازيل تواصل مع الفكر التربوي التحرري لباولو فريري ، وهو ما لم يثنه عن دراسته المتكررة ورجوعه الدائم إلى منابع الثقافة العربية ، واستعانته الدائمة بالنظرية الخلدونية في التربية . وكان من أشكال تواصله زياراته المتكررة مع الأولاد لعواصم الدول النامية ، ولقد التقى سامي الرئيس القائد ياسر عرفات وهو ما أدى إلى اعتقاله ، وتحدثنا ابنته رشا عن تواصلهم الفلسطيني والعربي قائلة : " كنت أروح مع والدي على المخيمات ، كان يكثر من زيارة المخيمات في غزة ، وكان يهمه أن نتواصل مع العرب ، فلقد زرنا مصر والأردن وأفريقيا كمواطنين أمريكيين ، والتقينا شخصيات في السفارة الامريكية في زيمبابوي وعملوا لي كعكة بمناسبة عيد ميلادي ، وكان والدي يغرس فينا القيم الوطنية في زياراتنا المتكررة لجنين وغيرها . " .. ويتميز فكر سامي برؤية عنقودية فمن بين ما شغله موضوع الانتماء ، إذ كان يرى أن الانتماء " عنقودي الشكل ، " أو بمعنى آخر كان يرى أن الإنسان ينتمي إلى عشرات الروابط التي تؤثر على هويته ، والتي تتشكل بصورة عنقود عنب تتجمع حباته على أغصان تنتهي بفرع ، فالمرء ينتمي أولا إلى الإنسانية ، وهي الخلية أو الأساس أو التعميم ، ثم تتفرع عن ذلك انتماءاته الأخرى الدينية والعرقية الفكرية ، والقبلية والعائلية والمكانية .. الخ . وكان يرى أن كل انتماء من هذه هو رئيسي يتفرع إلى عدة انتماءات فرعية ، فالانتماء إلى المكان هو انتماء إلى فلسطين . ثم يتفرع عنه انتماء إلى الضفة مثلا . ويتفرع عن ذلك انتماء إلى نابلس مثلا . ويتفرع عن ذلك انتماء إلى حي
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|