|
|
صفحة: 44
تشكلت حول هذا الموضوع ويكرر ذلك مرات معدودة ، الأمر الذي كان يساعده على بلورة تامة للفكرة أو الموضوع ، ثم يقوم بكتابته حسب الأفكار والأشكال التي خلص إليها . وفي هذا الباب حدثتنا زوجته مريم : ( 26 ) " قدرة سامي على التنظير كانت رهيبة ، حيث لم يعش في البرج العاجي ولم ينتج إنتاجا غير متواصل مع قضايا مجتمعه ، بل حاول وبتكرار مشاورا من حوله لربط النظرية بالتطبيق ، وكان من وسائل هذا الاتصال عرضه للفكرة أمامي وإجراء نقاش فيها وتطويرها وعرضها مع بعض الزملاء قبل نشرها في حلقة أوسع ، وبذلك تميز بتواصله المتكامل مع الست الختيارة ومع أكبر المراكز العلمية والحلقات الشعبية . " وتذكرنا زوجته مريم كيف وظف النظرية الشرطية بطريقة النكتة في تعامله اليومي : " كان سامي يضحك على النكتة أكثر من مرة ويلقط النكتة ويوظفها بشكل ذكي في محاضراته ، ويربطها بالنظريات ، فأذكر نكتة لها ذات علاقة بالنظرية الشرطية لفابلو ، حيث حدث سامي : " في طالب من جامعة حيفا سكن في الحليصة ( حي فقير في حيفا ،( كان الطالب يشتغل ويتعلم وعند الظهيرة يرتاح أو يقرأ وكان الأولاد يلعبون كل يوم بالطابة ويزعجونه ، ويخرج للصراخ والتهديد ، وذات مرة تذكر أنه طالب علم نفس ، فقرر تطبيق نظرية فابلو معهم ، فجمع الأولاد بعد ان خافوا وهربوا منه وقال لهم ، أنا تعودت أن أنام على صوت الطابة ، وكل يوم تأتون للعب أريد أن أعطيكم 50 ليرة توزعوها على بعضكم البعض ، وبعد أن أعطاهم على مدار عدة أيام المبلغ المقرر ، قلل المبلغ ، على أن يستمروا في اللعب في الساعات المحددة وبعد فترة قال لهم : لا أستطيع أن أدفع ، فما كان منهم إلا أن قالوا له : لن نلعب بدون مقابل وهكذا ترك الأولاد اللعب وازعاجه ، " وتكمل مريم : " كثيرا ما أحب الجلوس الى ( الختاير ) والتحدث معهن ومشاركتهن لعب الزهر ، وكان يروقه العمل يوما في الأسبوع في النجارة ويرى فيها نوعا من التوازن مع العمل التربوي السيروري والذي تتأخر نتائجه أما النجارة فيطوع فيها الخشب ليصنع طاولة . " وقدرته على التنظير كانت رهيبة ، " فما عاش في البرج العاجي ولم ينتج علما غير متواصل مع قضايا مجتمعه ، تابع النظرية من خلال التطبيق ، وعرف سامي كيف يضيق هذه الفجوة" . ( 27 ) اما الهوية والعلاقات العربية اليهودية فكان لسامي موقف صريح ومحدد منها ، فكونه . 26 مقابلة سابقة الذكر . . 27 مقابلة مع وفاء زيدان ، سابقة الذكر .
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|