سامي مرعي الإنسان والباحث بين التنوع والأصالة

صفحة: 43

في خصوصية استشارة المقموع ، واستطاع أن يبني فكرا للأقلية المقموعة وسيكيولوجيا المقموع ، وهذا إلهام قوي ترك فيه بصمات علمية كافية ، عبر عنها في جملة واحدة ، قرأ سامي فريري وأدورنو ، ومنهما انطلق الى نظرية الصراع ، وقبله سيطر على الفكر التربوي توجه العصرنة ، وكان استعلاء على ثقافة الآخر ( الشرق ) في المؤسسة اليهودية من الناحية الفكرية ، كان جهاز التعليم مدجنا ، إلا أن سامي طرح بديلا لتحرير المقموع ، ومن موقف تذويت علاقات القوة والقهر الى موقف تحرري تثويري ، وتنويري ومجدد . ( emancipator ) وهكذا قدم لنا سامي صياغة شمولية مكثفة لرؤيته العامة . وقد شغل كثيرا بالإعداد لتجسيد هذه الرؤية بشكل منهجي مفصل . وكان قد ختم محاضرته المذكورة بهذا القول : " وآمل أن أقدر في دراسة قادمة على طرح تصور فكري شامل ليكون بمثابة طرح فلسطيني للنقاش والحوار في سبيل بلورة فكر تربوي فلسطيني . وسيكون هذا الطرح بمثابة محاولة لتحديد أهداف التربية الفلسطينية العامة ليس للفلسطينيين في إسرائيل فحسب وإنما للشعب الأكبر في كل تواجداته . " ( 25 ) وتتشعب السبل في فكر سامي إلا أنني أتناول ناحية واحدة من نواحي فكره ، والذي تتعدد اتجاهاته لتلتقي في محصلة تقصد خدمة شعبنا الفلسطيني أساسا وتهدف رفعة الإنسان حيثما كان؛ وأتوقف هنا عند " الانتماء والهوية" كما كان يحلو له أن يقول ويعلن ويسجل . انشغل سامي في سنوات حياته القليلة والأخيرة في ثلاثة مواضيع تنفصل وتتحد لتكون معا توجهها فكريا سياسيا وطنيا قوميا يمكن اعتباره تنظيرات مهمة في حياة شعبنا الفلسطيني . وهذه المواضيع هي : . 1 العقلية المهجرية . . 2 الانتماء . . 3 الهوية . وقبل أن أوضح فكر سامي في هذه القضايا التي تنتهي عند جوهرة واحدة تشير إلى أن سامي كان يطرح الموضوع الذي يشغله في حلقات ضيقة مع زوجته ، أو مع صديق أو أصدقاء ثم ينقله إلى ندوة يلقي فيها العناصر الرئيسية التي . 25 سامي مرعي ، المصدر السابق .

السابق:  |  التالي