|
|
صفحة: 37
وهو الذي قاد إلى مفهوم التربية التواصلي والأصيل حين أكد أنه : " من الصعب فهم التربية في عزلة عن سياقها الفعلي وواقع المتربين فيها" ( مرعي ، . ( 1978 رأى سامي مرعي الفلسطينيين في إسرائيل ضمن صيرورة تناقضية الوجود والمفهوم : فهم تارة مواطنون عرب في دولة لم تنفك تعيش صراعها مع الأقطار العربية ، وهي تجسد في واقعها تمثيلا لما يتنافى مع الثقافة العربية في سياق ثقافي غربي في غالبيته يتجسد في الوجود الإسرائيلي؛ وبعد ثلاثة عقود من الصراع ( فترة صدور الكتاب ،( تحول الفلسطينيون من أكثرية قومية إلى أقلية اثنية وعرقية ، وهي الأقلية التي باتت تمر في حالة من إعادة التشكيل أو ما سماه " الفلسطنة ، " وهو التشكل الذي خلقته حالة الصراع الدائم مع الكيان الإسرائيلي ، وبرغم كون العرب مواطنين في إسرائيل إلا أنهم لم ينفكوا يشعرون أنهم جزء من الوطن العربي الكبير ، وفي هذه الأوصال المتقطعة وحالة الانفصال والاغتراب المجتمعي والثقافي والنفسي ، يعمل جهاز تعليم الفلسطينيين في إسرائيل ، وهو الجهاز الذي يعاني من سيطرة مركزية مطلقة ، في حين يشكل طلابه ومستخدموه تاريخيا ، شرعيا وأيديولوجيا من شريحة لا تلتقي أهدافها وتطلعاتها مع أهداف الأكثرية المسيطرة . ونؤكد هنا حماسة سامي الشديدة لفكرة إنشاء جامعة عربية في البلاد ، فلقد قاد وروج باستمرار وفي أكثر من موقف لهذه الفكرة ، وشارك في العمل من أجل إخراجها إلى حيز الوجود عن طريق الاجتماعات المتكررة مع مسؤولين مختلفين ، وتحدث مع مسؤولين من مختلف المستويات ، وفي أطر ومؤسسات مختلفة ، وروج لها من خلال المركز العربي اليهودي في جامعة حيفا ، الذي أصدر نشرة خاصة بالعبرية تتضمن أقوال سامي في هذا الموضوع عام ، 1982 ولقد رأى سامي أن جامعة عربية في اسرائيل هي ضرورة ملحة ، وسيكون لها بعد إقامتها أربعة أدوار مركزية : ( 1 ) دور وسيلي ونفعي ، ( 2 ) دور تعبيري وقيادي ، ( 3 ) دور وقائي مانع ، ( 4 ) دور قومي وإنساني ( أنظر : قنازع ، . ( 16 : 1986 وفي هذا الباب أكد سامي : " أن مثل هذه الجامعة يجب أن تكون بجوهرها وامتداداتها المختلفة مركزا للابداع من أجل الابداع ذاته ، ومن أجل الاسهام في بناء الأمة الأكبر بناء متجددا فيه مرونة من غير التنازل عن الجوهر وفيه انفتاح من غير تبعثر حدود الانتماء الاصيل الناشط ، وفيه طموح من غير تغلب النفعية والمادية . " ..
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|