سامي مرعي الإنسان والباحث بين التنوع والأصالة

صفحة: 36

تناول التعليم العالي من خلال بحث رؤية المستقبل والتعليم الثانوي النظري والمهني ، ودور المدرسة والمجتمع ورؤيتهما للتعليم ، ولقد بنيت نظريته الشمولية من خلال تناوله للفلسطينيين في السياق الجماعي الذي وجدوا فيه ، فقارن التعليم العالي لدى الفلسطينيين في الداخل وفلسطينيي المهجر وفلسطينيي المناطق المحتلة ، فرأى في ممارسات التهميش والتفكيك حالة خارجية مفروضة ، وهي التي رفضها في تناوله الشمولي لدراسة المجتمع الفلسطيني . بنى سامي مرعي خطابه في التعليم العالي على نظرية الصراع والتحدي ، ونوه بخصائص تميز التعليم العالي للأقليات عنه لدى الأغلبية المسيطرة ، ففي حين تستخدم الأكثرية التعليم العالي كأداة للاحتواء السياسي أو السيطرة ، ترى فيه الأقلية أداة مهمة للتعزيز والتحرر؛ إذ تختلف أهمية التعليم العالي لدى الأقلية عنه عند الأغلبية ، ورأى في التعليم العالي جسرا مهما للحوار بين الأقلية والأغلبية . ساق وبإصرار ، إلى ضرورة التأسيس لجامعة عربية ، يشكل من خلالها الوعي الجماعي ، وتمكن الفلسطينيين من بناء أنفسهم ، وحين رأى أن هذه الرؤية لاقت التحدي والرفض من قبل المؤسسة الرسمية والمهاترات الداخلية من جهة أخرى ، لم تثنه هذه العقبات عن المضي في تحقيق رؤيته من خلال تطويع الآليات وتغيير الاستراتيجيات ، إذ راح في ظل هذا المعطى الى بناء مؤسسات تعنى بالبحث العلمي والفعل المجتمعي ، فكان من مشاركاته البارزة إقامة " معهد بحث التعليم والمجتمع العربي ، " والذي عمل على التوثيق من جهة وتعميق مفهوم التعليم وتطوره عبر اختلاف الأجيال , وكانت له مشاركات مهمة في التحرك السياسي المحلي من خلال ( حركة النهضة ) والذي شارك في تأسيس مركز إحياء التراث العربي في الطيبة ، والحركة التقدمية للسلام ، ومركز رعاية الطفل في عكا ، وتأسيس مجلة المواكب أي أنه تواصل مع أقطاب المجتمع مختلفة في خدمة تحقيق رؤية تتفاعل حولها القيادات والجماهير الفلسطينية متأطرة . ومن أدواره النشطة والمهمة سعيه المتكرر والمتواصل لإقامة جامعة عربية في البلاد ، وهو أول المبادرين لهذه الفكرة فهو يؤكد أن : " العرب في إسرائيل متميزون قوميا وحضاريا ومن حقهم إقامة جامعة تنطق بلغتهم وتبحث ظروفهم وتوجه تطورهم في إطار من الأصالة والتجديد بما يتفق وتميزهم النوعي . "

السابق:  |  التالي