سامي مرعي الإنسان والباحث بين التنوع والأصالة

صفحة: 35

للفلسطينيين وهو ما لا يبعد عن محاولات وضع تصور مستقبلي للفلسطينيين ، كلها أفكار دونها وقاد إليها سامي ويستطيع القارئ أن يشير إليها جليا من خلال كتاباته والتي شكلت البوصلة لكل من خلفه في بحث المجتمع العربي بما فيها التربية بشكل عام والتربية للمقهورين بشكل خاص ، وعلى من خلفه الحجة والدليل . وفق سامي بين علمه وعمله في المجالات العديدة التي طرقها ، وتجدر الاشارة إلى أنه استطاع عام 1973 أن يقيم في جامعة حيفا معهدا لبحث قضايا التعليم العربي في البلاد من أجل التطوير ، ساهمت في ميزانيته كل من جامعة حيفا ووزارة التربية والتعليم ، وقد سلط الأضواء من خلال هذا المعهد على " حقائق واتجاهات في التعليم العربي" وهو ما سنتناوله بالدراسة والتمحيص في فصل لاحق ، إلا أن المعهد توقف عن النشاط حين توقفت وزارة المعارف والثقافة عن المساهمة في ميزانيته ، ولم تشأ جامعة حيفا أن تتبناه كليا ، بل حولته بعد جهد ومعارضة وإصرار من مؤسسه مستقلة إلى جزء من المركز العربي اليهودي ، في إشارة واضحة منها لمعارضة التوجه الذي قاد إليه سامي في نشاط المعهد وتعاطيه مع قضايا التربية ، أما سامي فلم يتوقف واستطاع إيجاد البديل لإكمال مسيرته . " عرف سامي أنه ابن الأقلية العربية الفلسطينية في اسرائيل ، فوجه اهتمامه عن وعي تام لدراسة مشاكل هذه الأقلية ، خاصة التربوية والاجتماعية منها . ويجب التأكيد هنا أن سامي كان يصدر عن شعور عميق بالانتماء للشعب الفلسطيني ، معتبرا أن هذا الانتماء القومي الصريح هو الأرض الصلدة التي لا بد له من الوقوف عليها ليواجه بذلك الحياة وما فيها من متغيرات" ( قنازع ، . ( 15 : 1986 التعليم العالي وإقامة جامعة عربية : بحث سامي مرعي التربية والتعليم من عدة منطلقات ، منها : السيروري ، والمنظوماتي والعلاجي ، وكانت رؤيته في هذا الباب قد تشكلت لتؤسس لخطاب شمولي ، يتعاطى مع القضايا التربوية تعاطيا طوليا وعرضيا . فاهتم ببحث قضايا التعليم العالي وأولاه أهمية ، إذ عالجه من خلال مفاهيم بحثية واضحة ، ورأى فيه ضرورة وطنية يبلور من خلالها الفلسطينيون آلية الصراع ، كما وعده رافعة لبناء الوعي الفردي والجماعي ، وهو ما من شأنه أن يكون بمثابة حراك اجتماعي واقتصادي ، في حين لم يقدم سامي في التعليم العالي طرحا مبتورا أو هامشيا ، يتبنى مفاهيم التجزئة والتفكيك الوطني ، بل

السابق:  |  التالي