|
|
صفحة: 34
صعب في العلم وضوح الأسئلة ، رغم أن إمكانيات الإجابة كانت صعبة ، كان لديه أسئلة تميزه ، وما أعطاه التألق الخاص أسئلته العلمية ، كان عنده حماس وشغف وهدوء في البحث العلمي وفي عمله ، إلا أن مسيرته انقطعت لأسباب تراجيدية . " تناولت كتابات سامي التربية والتعليم كمدماك أساس في تشكل مجتمع الفلسطينيين في إسرائيل ، وأكد فيها أهمية وحدة الشخصية الفلسطينية وتماسكها في مختلف ساحات الوجود الفلسطيني سواء أكانت في الجزء المحتل عام 1948 أو 1967 أو في الشتات الفلسطيني ليضعها في سياقها العربي ، وهو التوجه الذي لم يفارق جميع أبحاثه المنشورة منها وغير المنشورة ، في لغات عديدة ، وكانت بذلك مفاهيمه واضحة جلية للخصوم قبل الشركاء ، حتى يبني للأجيال القادمة خطابا تربويا متينا ومتماسكا في المضمون والمفاهيم ، إذ أكد في أكثر من مكان على أهمية تطابق الكلمة والفعل ، بل ورأى في دقتها نوعا من الضرورة ، ولا ننسى أننا نتحدث عن نهاية السبعينيات وطبيعة تلك المرحلة من حيث حيز حرية الفكر والعمل السياسي ، وهو ما نجده نادرا في خطاب النخبة الذي يتبدل بتبدل اللغة والمكان والزمان ، والمرحلة والمستمع أو القارئ ( المتلقي ،( وصراع سامي مع المؤسسة الرسمية يبدو واضحا في أكثر من ساحة وحيز ، فقد كان لطروحاته أثر على عدم تثبيته في جامعة حيفا أو حصوله على لقب البرفيسور فيها ، مع أن حجم دراساته ونوعيتها تؤهله لهذا اللقب عن جدارة واستحقاق ، وكان من ساحات الصراع هذه معهد أبحاث التعليم العربي وساحات تحد أخرى نقف عليها في هذه الدراسة . وتشكل كتاباته التربوية نوعا من الشمولية والنضوج ، وهو ما يدعونا بدون شك بأن نطلق عليها خطابا تربويا متماسكا ومتكاملا ، إذ تناول جهاز التعليم العربي بأبعاده التاريخية ، وروافده المتعددة ، وتياراتها وتشكلها ، ورأى في التربية حلقة أساسية في تشكل الهوية الفردية والجماعية ، من خلال الرواية والسياق ، وأكد حتمية تنمية الإبداع لريادة الصراع الأقلياتي . كما وربط الحالة الفلسطينية في السياق الوطني والقومي والعالمي ، إذ تميزت أبحاثه بطابع المقارنة إلى جانب الربط ، وكانت أعماله باكورة لكل ما تلاها من دراسات لزملائه ، فتوظيف نظرية الصراع في السيرورة التربوية ، وتوظيف التربية للتمكين المجتمعي ، واستعمال السلطة لها لغاية الضبط والسيطرة ، ودراسة الهوية القومية واللغة ومضامينها والتعليم العالي الأقلياتي ، والتربية على التعددية التي راح يقارنها بين فلسطين وسانت باولو ، وإقامة الجامعة العربية ، والتأسيس لمركز أبحاث وإحصاء الأقلية العربية في إسرائيل وتدوين تطورها وارثها ، إلى جانب فكرته الواضحة بضرورة تشكل الوعي الجمعي
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|