سامي مرعي الإنسان والباحث بين التنوع والأصالة

صفحة: 32

وضعوه في تابوت ، وكان جدال حول ماذا يلبسونه كفن أم بذلة ، وفي النهاية كفنوه والبسوه جاكيت أسود ، الكثير من الناس صافحونا وبكوا ، وتحدثت في جنازته العديد من الشخصيات من الجامعة ومن الحركة التقدمية ومن أبناء البلد وايضا من الحزب الشيوعي رغم أنهم لم يتفقوا معه . " وتعلق وفاء زيدان على وفاته : " هو طفرة نادرا ما تتكرر في مجتمعنا ، سامي كان مربيا عظيما ومنظرا جريئا ، يشع تواضعا لافتا للانتباه ، شغلته حالة الأقلية الفلسطينية؛ وقضاياها ، خاصة التربوية والتعليمية . ( 16 ) " .. يتبين لنا بوضوح من خلال ما استعرضناه من أضواء متفرقة عن شخصية الكبير الدكتور سامي مرعي أنه ظل في حياته علما بارزا ولم يغيبه الموت إلا جسدا ، فقد ظلت علومه وفكره وتجاربه لنا وستبقى إلى الأبد تستنير الأجيال بها وتهتدي بهديها . سامي مرعي : علم تربوي مميز وباحث صبور وقائد جماهيري : سامي مرعي عربي فلسطيني ، مدرس ومرب ، وعلم من أعلام الفكر التربوي الفلسطيني ، نشط في منتصف القرن العشرين ، وهو شخصية رائدة ومميزة كإنسان سار في ظل مبادئ أخلاقية ، وإنسانية وقومية ووطنية وترفع من خلالها حيث أنه انخرط في مجتمعه متنقلا بين القرية العربية ، والمدينة ، والمدرسة والجامعة ، والنشاطات السياسية والاجتماعية ، وبين الصف المدرسي والمؤتمر العلمي . سامي مرعي طبع بـ ( الجبلة ) الفلسطينية وشكلت هويته معاناتها ، وكان فكره معبرا دوما عنها ، هذه الصفات والتفاعلات كلها انعكست في شخصية سامي الإنسان والمربي والباحث الفاعل . لقد تخصص سامي في علم النفس التربوي ، وأصبح محاضرا في قسم التربية في جامعة حيفا وركز نشاطه في نطاق التربية ومشاكلها ، الا أنه لم يحصر التربية بمفهومها الضيق ، بل جعلها تنطلق نحو شمولية الفكر ، إذ كتب في مقدمة كتابه عن " التعليم العربي في اسرائيل" ( الذي صدر عن جامعة سيراكوس سنة : ( 1978 " يمكن أن يعتبر هذا الكتاب دراسة لحالة معينة ، الا أنه يثير تساؤلات ويبرز قضايا ذات مدلول عالمي . فالكتاب هو دراسة في التربية والسياسة ، وهو دراسة في التربية المقارنة ، وهو دراسة للتربية في مجتمع نام ، . 16 مقابلة أجرتها معها الزميلة سهير نحاس في مدينة عكا . 2008 / 12 / 30

السابق:  |  التالي