سامي مرعي الإنسان والباحث بين التنوع والأصالة

صفحة: 30

ويعرف خليل والده لاحقا بقوله : " أبي كان أشياء كثيرة ومركب من عدة عوامل ، هو فلاح قروي ، مزارع ، ابن مرب فذ ، مفكر ، ابن مدينة ، عالم وباحث ، نجار ، وطباخ ( مجدرة ) وغيرها ، لا أتذكره يمتنع أو يقول لا ، بل يناقش ويقنع ، أتذكر أنه كان يقول لي دائما احكيلي . " وعن شعبيته وتواصله الدائم مع مجتمعه حدثنا صديقه أحمد مصاروة : ( 14 ) " لقد كان سامي بسيطا وشعبيا ، وبرغم حصوله على الدكتوراة وتبوئه مراكز العلم ، بقي لي خير صديق ولم يكن متعال ، وأحب أن يعيش حياة البسطاء ، ودائما جاء يبحث عن خبز الطابون والزيت والزعتر ، تكلم العامية وافتخر " بالكاف" العامية . " أما زوجته مريم فتتحدث عن تواصله الدائم بقولها : " كان في اتصال مباشر مع واقعه ، كان يعتز في كل مناسبة بكونه فلاحا ، وكان عنده لقاء حضارات مميز ، وعاش العالمين ويحكي مع العالمين ، ورغم عقليته المهجرية ، إلا أنه كان يدخل البيت ويجلس على الأرض ليتناول الغداء ، وكان متصالحا مع هوياته المتعددة والمتناقضة أحيانا ، يصل إلى عرعرة ويجتمع حوله أولاد عمه ، والحديث عنده والنكت كانت تواصل تلقائي مع الناس ، وكان يتعايش مع الآخرين بكامله ، ولقد دعمني بشكل لا يوصف . " وتكمل حديثها عن تواصله وامتداده الفكري : " لقد ربطت سامي علاقات ممتازة مع المفكرين الفلسطينين ادوارد سعيد ، وهشام شرابي ، وابراهيم ابو اللغد ، ولقد استمرت العلاقة مع عائلة هشام وابراهيم ، ومع مجموعة صندوق التعاون ، ومركز القطان في رام الله ، وخليل نخلة ، والدكتور جورح عبد ، وكان سامي يعطي الكثير من وقته للترشيد في تشكيل سياسة صندوق التعاون ، ولقد تواصل مع سميح القاسم ، ومحمود درويش وتوفيق زياد . " .. تصارع سامي مع الحداثة في الولايات المتحدة وغيرها وفي حديث له مع أحد زملائه وهو عميد الكلية في الولايات المتحدة قال على مسمع زوجته مريم : " أنا تربيت في قرية كان حولي 6 نساء يخدمونني أمي وأخواتي ، كنت عايش مثل الملك مدلل ، أنا طلعت الكثير من جلدي ، واجتهدت لكي استوعب . 14 مقابلة أجراها معه الزميل عدنان وتد في قرية عرعرة . 2009 / 01 / 15

السابق:  |  التالي