|
|
صفحة: 29
سامي ، ويؤكد في أكثر من موقف إنسانيته وتفاعله مع أهله وفي كل أرض حطت أقدامه فيها ، وتميزه ، حيث يروي لنا : " لقد نشأ سامي في بيئة أصيلة ، قروية ، تفاعل فيها مع الأرض ، ما زلت أتذكر ثقافة والده والطيبة المتدفقة في بيت والديه ، كان بيتهم حميم جدا ، يغمرك بالدفء ، خاصة أننا كنا نتردد على البيت سويا مرات عدة خاصة في السنة الأخيرة لدراستنا الجامعية في الجامعة العبرية . " أما عن دوره أبا ورب أسرة ، فيقول : " سامي كان زوجا محبا ومخلصا ، وكان أبا لخليل ورشا وكنت ترى العطف الأبوي في عينيه ، إذ كان يرى الأمل في أبنائه ، وإلى جانب ذلك كان مرحا في معظم الأحيان ، إلا إذا كان في ضغط فكري معين ، فقد كان يكثر من التدخين . " .. وينسجم هذا الحديث مع حديث ابنه خليل عنه بوصفه ابا ، إذ يؤكد أنه : ( 12 ) " كان أكثر بكثير من ( أبوي ) أبي ، في مرحلة معينة فهمت أن الدكتور سامي مرعي ليس ملكا لنا فقط ، فالناس يتعاملون معه بكثير من الاحترام والتقدير ، ولم يكونوا مجرد مجموعة من الناس يزورونه ويستمدون منه النصيحة أو العلاج النفسي احيانا ، شعرت دائما في أعماقي أن له مكانة ضخمة ، كان دائما مشغولا في نهاره وليله ويقرأ الكثير ، بحوث وكتابات ومنشورات وحلقات دراسية ومؤتمرات جماهيرية . " أما ابنته رشا فتتحدث بإيجاز عن علاقتها مع سامي الأب ( 13 ) قائلة : " أنا كنت صغيرة ، بدي أروح معه إلى كل مكان ، كنت أموت عليه ، وفي الجنازة عندما مات كنت مقتنعة أن جامعة حيفا لأبوي ، كثير من الناس حضروا الجنازة ، أهم شيء عندي كان اني أتذكره ولا أنساه ، كنت بحاجة لأن أتعامل معه كإنسان حقيقي . " .. ويتذكر خليل دراسته للامتحانات ومرافقة والده له فيقول : " كانت الدراسة للامتحانات مع والدي متعة ، كان يتعامل معي كشخص كبير ، كنت أحدثه عن حياتي وعن أفكاري ، ايش صادفت ، حديث حتى اليوم لم أجد له بديلا ، وفي الولايات المتحدة كان يدرسني قواعد اللغة العربية بهدوء ، وشعرت أنه يحب اللغة والعلم ، وكان يشجعني على كل شيء الرسم الإبداع وله أثر علي في الفن . " . 12 مقابلة أجراها معه المؤلف في مدينة عكا في . 2008 / 04 / 26 . 13 مقابلة أجراها معها المؤلف في مدنية عكا . 2008 / 04 / 26
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|