|
|
صفحة: 26
بذلك عن قناعة تامة ، تفاعل مع العمال بلذة ، وكثيرا ما كان يرفع بنطاله ليكشف عن الضربات والعلامات التي تركها العمل في العمار على جسمه ، وكان يتبسم ويقول السطول أكبر مني ، وافتخر بهذه الفترة في حديثه لأنها ربطته مع الإنسان العربي بصعوبة حياته ، وصراعه الحقيقي للحصول على لقمة العيش ، وزاد احتكاك سامي مع الشريحة العمالية وتفاعله معها ومع حقوقها . " .. بعد إنهاء مرحلة التعليم الثانوية توجه سامي إلى دار المعلمين العرب في مدينة يافا عام 1957 وفيها أنهى دراسته عام ، 1960 عمل بعدها في سلك التعليم في قرية عرعرة فدرس في المدرسة الابتدائية والمدرسة الثانوية وركز فيها النشاطات الاجتماعية ، واستحوذت عليه فيها فكرة إدخال الموسيقى إلى المدرسة كأداة لتربية الإنسان ، وربى فيها أحد الصفوف ، وحاول تقديم مفهوم تربوي جديد لم يلق التشجيع حيث مال إلى الحوار مع طلابه . ولم تطل أيام سامي في سلك التدريس إذ توجه عام 1962 إلى مدينة القدس لتكملة دراسته الجامعية فيها ، وعن لقائهما الأول على عتبة الجامعة يحدثنا زميله بروفسور جورج قنازع قائلا : " في أوائل العام الدراسي 1962 التقيته على باب مكتب التسجيل في الجامعة العبرية-القدس ، شاب أسمر اللون ، مربوع القامة ، في يده غليون ، وعلى شفته ابتسامة هادئة تنم عن ثقة بالنفس ، وفي عينيه نظرات تعكس طموح الشباب وغلو الهمة . " حصل سامي عام 1965 على اللقب الأول من الجامعة العبرية في القدس في موضوع التربية واللغة العبرية ، وفي سنة 1968 حصل على اللقب الثاني في موضوعي التربية وعلم النفس ، وفيها التقى بروفسور فرنكنشتين الذي تبنى دراسته ، وعن دوره في حياة سامي العلمية تحدثنا زوجته مريم مرعي قائلة : " بروفسور فرنكشتين أحبه وحاول أن يساعده ويبعده عن التخبط ، طلب منه التسجيل في الجامعة ليقوم برعايته ، إلا أن سامي أراد دراسة علم النفس وليس التربية الخاصة ، حيث عاد سامي ليحكي لوالده أمر تخبطه والذي قال له : " إنسان بده يرعاك وبده إياك ليش ما تتبعه وتتعلم؟ ، "وتتعلم؟ وهكذا قدم سامي أطروحة اللقب الثاني حول التربية للإبداع عند المستضعفين قارن فيها بين فلاحين أمريكيين وعرب ، وتناول فيها الإبداع الكلامي والتدبيري والتطبيقي ،” coping mechanism and creativity " وهو الذي سانده للحصول على منحة الدكتوراة من صندوق فورد ، إلا أن الجامعة العبرية عدلت عن تقديم المنحة له ، واصطدم بروفسور فرنكشتين مع إدارة الجامعة وقدم استقالته نتيجة تلاعب إدارة الجامعة بالمنحة . 7 مقابلة أجراها المؤلف معه في مدينة الناصرة في الموافق من . 2009 / 1 / 1 . 8 مقابلة أجراها المؤلف معها في مدينة عكا في الموافق من . 2008 / 04 / 26
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|