sso
| أهلاً بك زائر - دخول | حسابي | رف كتبي | مجلد المضامين الخاصة بي
 موقع فهرست
صفحة: 24

كيف كانت مشاعر والدته ، وكيف كان وقع الحدث عليها؟ يعاود سامي الرواية عن ذلك قائلا : " عندما تلقت أمي خبر تدمير الكابري عشية المعركة التي حدثت في ضواحي عكا ، ظلت تبكي دون توقف ، إلى جانب ذلك أصبحت في حالة عصبية جدا ، حتى أننا لم نجرؤ على طلب أي شيء منها . أذكر أن جدتي كانت تأتي لزيارتنا لإقناع أمي بأن تعدل عن حزنها الشديد ، إذ كانت تقول لها بأن عليها أخذ الأمور ببساطة أكثر وبأن تؤمن بما كتبه الله ، بعدئذ كانت تتوجه إلى الله داعية : " يا رب ، ساعدنا للتغلب على اليهود والقضاء عليهم . " عندما وضعت الحرب أوزارها تركت آثارا جلية على سامي وحددت علاقته مع المغتصب وتركت في نفسه مشاعر الحزن والقلق والتي نتعرف عليها مباشرة في حديثه في مذكراته التي يضيف فيها : " لم أتمكن من تجنب القلق والاضطرابات التي تملكتني ، حاولت دائما أن أكون مستيقظا وأنبه أمي بأن لا تنسى أخي الصغير في حال مجيء اليهود إلى قريتنا ، دائما حاولت توفير مصروفي اليومي تحسبا لما قد يحدث؛ فقد كان المال مشكلة للجميع في تلك الأثناء ، غالبية أبناء القرية كانوا فقراء وكانوا يعانون بسبب عدم تمكنهم من زراعة الأرض أو حتى من جني محاصيلهم ، كانوا يتسللون إلى الحقول بعد حلول الظلام لإحضار ما تيسر من القمح والفاكهة . " بعد مرحلة الطفولة هذه توجه سامي للدراسة في ثانوية الناصرة ولكنه سرعان ما عاد منها إلى ثانوية باقة الغربية والتي تخرج فيها عام . 1957 وعن تجربته على مقاعد الدراسة تحدثنا زوجته مريم قائلة : " لقد دخل سامي المدرسة الابتدائية أصغر من أولاد صفه ، لأن والده كان مدير المدرسة ، لم تكن لديه مشكله في المهارات التعليمية ، مثل : القراءة والكتابة ، إذ كان قد نشأ في بيئة علمية ، إلا أن بنية جسمه منعته بعض الشيء من التأقلم . وانتقل بعد المرحلة الإعدادية إلى ثانوية الناصرة في سن صغيرة نسبيا ، وكان في بداية سن المراهقة آنذاك ، وفيها لم يعكف على دراسته ووجد الكثير مما يشغله عنها ، لهذا قام والده بنقله منها إلى ثانوية باقة الغربية وفيها أنهى دراسة المرحلة الثانوية بامتياز . " فكيف كانت تلك المرحلة في نظر سامي نفسه؟ عندما يحدثنا عن تجربته في مرحلة التعليم الابتدائي ، ودخوله المدرسة بعد الحرب يقول :

دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר


 لمشاهدة موقع فهرست بأفضل صورة وباستمرار
مطاح، مركز التكنولوجيا التربوية، شركة لفائدة الجمهور © جميع الحقوق محفوظة لمركز التكنولوجيا التربوية وللناشرين المشاركين
فهرس الكتب أنظمة المكتبة حول المكتبة مساعدة