سامي مرعي الإنسان والباحث بين التنوع والأصالة

صفحة: 22

محاولات أبي إقناعه ، إلا أنه ذهب ليعمل في القصارة وبعد أن أضناه العمل قرر العودة إلى مقاعد الدراسة" ( مقابلة أجراها معها الزميل عدنان وتد . ( أما سامي نفسه فعندما يتحدث عن هذه المرحلة من طفولته في مذكراته فإنه يقول : " ولدت في قرية " الكابري" عام ، 1940 وكانت رغبة أمي أن تكون قريبة من عائلتها عند ولادتي وكنت طفلها البكر ، ولم تكن تربطها أية علاقة أو صلة قرابة مع أبناء قرية أبي ، لهذا قضيت العديد من المواسم الصيفية في قرية أخوالي ( قرية الكابري ) حتى هجروا وطردوا عام . " 1948 وعن ذكرياته في الكابري يقول : " لدي الكثير من الذكريات الراسخة في ذهني والمتعلقة بكابري بعضها غامضة وبعضها الآخر ( غاية ) في الوضوح ، فما زلت أذكر الألعاب التي كان يحضرها أخوالي لي بعد عودتهم من عكا أو حيفا ، وكان أخوالي يعلمونني السباحة في أحد أنهار كابري الصغيرة ، وكان أحدهم يلقي بي في النهر ويدعني أسبح بنفسي ، وكنت أخاف من الماء لأنه لم يكن في قريتنا أي نهر ، حيث كنا نسكن شرقي البلاد- بعيدا عن ساحل البحر . ولم تتسن لي رؤيتهم بعد ذلك ولا حتى لمرة واحدة . " وعن طفولته في بلدته عرعرة يحدثنا : " كنت طفلا يافعا في سنوات الأربعينيات أحببت اللعب في بيت جدتي ، الذي كان مقابل بيتنا في عرعرة . تعودت أن اذهب هناك وأصدقائي للعب في الساحة الخلفية والقفز بقوة ، ولم يرق هذا الأمر لجدتي ، فقد كنا مزعجين جدا لامرأة متقدمة في السن ، ولكننا أحببنا التجمع هناك في صومعتها المقدسة التي وضعت فيها سجادة صغيرة لتصلي عليها ، وكان هاجسها أن تبقى نظيفة وطاهرة؛ و إلا رفضت الصلاة عليها . وقد باءت بالفشل محاولاتها المتكررة للتخلص من شغبنا ، وكنا نخرج من باب لنعبر في آخر وهكذا دواليك دون أن تتمكن من ملاحقتنا وصفعنا ، فنحن كنا ( شياطين ) صغارا من الصعب عليها مجاراتنا ، وبرغم ذلك توصلت جدتي إلى حل سحري وناجع ، وبه أخافتنا حينما قالت " : اليهود قادمون ، اذهبوا من هنا , " وتوقفنا عن الشغب مجددا ، وكان هذا حلا سحريا وشافيا ، فقد تركناها تؤدي صلواتها بهدوء" . 5 أنظر فصل سامي مرعي وفرضية الاتصال .

السابق:  |  التالي