|
|
صفحة: 15
مدخل وخلفية “ إن لإحياء ذكرى الأعلام في أمة معينة هدفا ينبثق من واقع الأمة واستجابة لإبداعات العلم وسلوكياته في هذا الواقع . والهدف هو الاسترشاد بالعلم ، بأقواله وأفعاله ، وخاصة تلك التي تلبي حاجة بنائية للإنسان الموجود في إطار من الزمان والمكان في مجتمع معين " . هكذا تحدث الكبير سامي مرعي ، وهو الذي قال " : فإذا أخذنا المجتمع العربي الفلسطيني ومحاولاته لبناء ذاته وفقا لواقعه وتطلعاته ، وجدنا أنه مجتمع تغلب عليه الديناميكية الثورية بمفهوميها الاجتماعي والسياسي . هو مجتمع يهدف إلى بناء ذاته كأمة تسودها العقلية الثورية ويغلب عليها الموقف الثوري من خلال توقع راسخ في أن يترجم الموقف الثوري هذا من وعي إلى مسلك فعلي . " ... نستهل حديثنا بهذه الكلمات التي وردت في مقال للمرحوم سامي مرعي نشر في المواكب تحت عنوان " دور الأعلام في حياة الأمة ، " لتشكل تعبيرا دقيقا عن الهدف من هذه الدراسة ، وهي التعرف على الدور التفاعلي ، الناقد والباني الذي جسده الدكتور سامي مرعي في التأسيس وإرساء اللبنات الأولى للفكر التربوي لدى العرب الفلسطينيين في الداخل . والحقيقة أن هذا الكتاب الذي يصدر بمساهمة " دراسات " - المركز العربي للحقوق والسياسات هو مساهمة متواضعة في إحياء ذكرى علم بارز من أعلام التربية الفلسطينية في هذه الديار خاصة ، وعلى صعيد الوطن العربي عامة ، إذ يعاني شعبنا الفلسطيني أشد المعاناة بسبب ظروف القهر والاحتلال وممارسات إذلاله كأقلية قومية والتمييز القومي ضده ، كما عانى ويعاني شعبنا الفلسطيني في المهجر والشتات أشد المعاناة من الغربة والتحديات بمختلف أشكالها . إن شعبنا الفلسطيني بحاجة اليوم ، أكثر من أي وقت مضى ، " للاسترشاد بأعلامه ، " من أمثال هذا المفكر المبدع الدكتور سامي مرعي في . 1 أنظر : سامي مرعي . ( 1985 ) " دور الأعلام في حياة الأمة ، " مجلة المواكب ، . 28-17 ، 2-1
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|