|
|
هو أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان ، مدينته فاراب ، وهي مدينة من بلد الترك في أرض خراسان ، وكان أبوه قائد جيش ، وهو فارسي النتسب ، وكان ببغداد مدة ثم انتقل إلى الشام وأقام بها إلى حي وفاته ، وكان رحمه الله فيلسوفا كامل وإماما فاضل قد أتقن العلوم ا ( كمية ، وبرع في العلوم الرياضية ، زكي النفس ، قوي الذكاء ، مت-نبا عن الدنيا ، مقتنعا منها با يقوم بأوده ، يسير سيرة الفلسفة التقدمي ، وكانت له قوة في صناعة الطب ، وعلم بالمور الكلية منها ، ولم يباشر أعمالها ، ول حاول جزئياتها . وحدثني سيف الدين أبو ا ( سن علي بن أبي علي المدي أن الفارابي كان في أول أمره ناطورا في بستان بدمشق وهو على ذلك دائم الشتغال با ( كمة والنظر فيها ، والتطلع إلى آراء التقدمي وشرح معانيها ، وكان ضعيف ا ( ال حتى إنه كان في الليل يسهر للمطالعة والتصنيف ، ويستضيء بالقنديل الذي للحارس ، وبقي كذلك مدة ، ثم إنه عظم شأنه وظهر فضله ، واشتهرت تصانيفه وكثرت تلميذه ، وصار أوحد زمانه وعلمة وقته ، واجتمع به المير سيف الدولة أبو ا ( سن علي بن عبد الله بن حمدان التغلبي وأكرمه إكراما كثيرا ، وعظمت منزلته عنده وكان له مؤثرا ، ونقل...
إلى الكتاب
|
مطاح
|
|