طرق التعليم الشرعية

فان قيل : فاذا لم تكن هذه الطرق التي سلكتها ، الشعرية و لا غيرهم من اهل النظر هي الطرق المشتركة التي قصد الشارع تعليم الجمهور بها وهي التي لايمكن تعليمهم بغيرها ، فأي الطرق هي هذه الطرق في شريعتنا هذه؟ قلنا : هي الطرق التي ثبتت في الكتاب العزيز فقط . فان الكتاب العزيز إذا تؤمل وجدت فيه الطرق الثلاث الموجودة لجميع الناس وهذه هي الطرق المشتركة لتعليم أكثر الناس والخاصة . واذا تؤمل المر ظهر انه ليس يلقى طرق مشتركة لتعليم أكثر الناس والخاصة . وإذا تؤل المر ظهر انه ليس يلقى طرق مشتركة لتعليم الجمهور أفضل من الطرق المذكورة فيه . فمن حرفها بتأويل لايكون ظاهرا بنفسه ، أو اظهر منها للجميع وذلك شيء غير موجود فقد ابطل حكمتها وابطل فعلها المقصود في افادة السعادة الانسانية . وذلك ظاهر جدا من حال الصدر الول ، وحال من اتى بعدهم فأن الصدر الول إنا صار إلى الفضيلة الكاملة والتقوى باستعمال هذه القاويل دون تأويلات فيها ومن كان منهم وقف على تأويل لم ير أن يصرح به . واما من اتى بعدهم فانهم لما استعملوا التأويل قل تقواهم وكثر اختلافهم وارتفعت ملابتهم وتفرقوا فرقا . فيجب على من اراد أن يرفع هذه البدعة عن الش...  إلى الكتاب