|
|
وقد علمنا أن كل ماله أول فلا بد من آخر ، حاشى نعيم الله عز وجل ، الجنة لأوليائه وعذابه بالنار لأعدائه . وأما أعراض الدنيا فنافذة فانية وزائلة مضمحلة ، وعاقبة كل حب إلى أحد أمرين : إما احترام منية ، وإما سلو حادث . وقد نجد النفس تغلب عليها بعض القوى المصرفة معها في الجسد ، فكما نجد نفسا ترفض الراحات والملاذ للعمل في طاعة الله تعالى والرياء في الدنيا ، حتى تشتهر بالزهد ، فكذلك نجد النفس تغلب عليها بعض القوى المصرفة معها في الجسد ، فكما نجد نفسا ترفض الراحات والملاذ للعمل في طاعة الله تعالى وللرياء في الدنيا ، حتى تشتهر بالزهذ ، فكذلك نجد نفسا تنصرف عن الرغبة في لقاء شكلها للأنفة المستحكمة المنافرة للغدر ، أو استمرار سوء المكافأة في الضمير ، وهذا أصح السلو ، وما كان من غير هذين الشيئين فليس إلا مذموما . والسلو المتولد من الهجر وطوله إنما هو كاليأس يدخل على النفس من بلوغها إلى أملها ، فيفتر نزاعها ولا تقوى رغبتها . ولي في ذم السلو قصيدة ، منها : إذا مــا رنـــت فــالحــي مــيــت بلحظها كــــأن الـــهـــوى ضــيــف ألــــم بمهجتي وإن نــطــقــت قــلــت الـــســـام رطـــاب فــلــحــمــى طـــع...
إلى الكتاب
|
مطاح
|
|