|
|
ومن حميد الغرائز وكريم الشيم وفاضل الأخلاق في الحب وغيره الوفاء ، وإنه لمن أقوى الدلائل وأوضح البراهين على طيب الأصل وشرف العنصر ، يتفاضل بالتفاضل اللازم للمخلوقات . وفي ذلك أقول قطعة منها : أفـــعـــال كـــل أمــــرئ تــنــبــى بعنـصـره والعن تغنيك عن أن تطلب الأثرا ومنها : وهـــل تـــرى قــط دفــلــى أنــبــتــت عـنـبـا أو تذخر النحل في أوكارها الصبرا وأول مراتب الوفاء أن يفي الإنسان لمن يفي له ، وهذا فرض لازم وحق واجب على المحب والمحبوب ، لا يحول عنه إلا خبيث المحتد لا خلاق له ولا خير عنده . ولولا أن رسالتنا هذه لم نقصد بها الكلام في أخلاق الإنسان وصفاته المطبوعة والتطبع وما يزيد من المطبوع بالتطبع وما يضمحل من التطبع بعد الطبع ، لزدت في هذا المكان ما يجب أن يوضع في مثله ، ولكنا إنما قصدنا التكلم فيما رغبته من أمر الحب فقط . وهذا أمر كان يطول جدا إذ الكلام فيه يتفتن كثيرا . خبر : ومن أرفع ما شاهدته من الوفاء في هذا المعنى وأهوله شأنا قصة رأيتها عيانا ، وهو أني أعرف من رضي بقطيعة محبوبه وأعز الناس عليه؛ ومن كان الموت عنده أحلى من هجر ساعة في جنب طيه لسر أودعه ، وألزوم محبوبه يمينا غل...
إلى الكتاب
|
مطاح
|
|