|
|
وقد تعرض في الحب الإذاعة ، وهو منكر ما يحدث من أعراضه ، ولها أسباب ، منها : أن يريد صاحب هذا الفعل أن يتزيا بزي المحبين ويدخل في عدادهم ، وهذه خلافة لا ترضى ، وتخليج بغيض ، ودعوى في الحب زائفة . وربما كان من أسباب الكشف غلبة الحب وتسور الجهر على الحياء . فلا يملك الإنسان حينئذ لنفسه صرفا ولا عدلا . وهذا من أبعد غايات العشق وأقوى تحكمه على العقل ، حتى يمثل الحسن في تمثال القبيح ، والقبيح في هيئة الحسن . وهنالك يرى الخير شرا ، والشر خيرا . وكم مصون الستر مسبل القناع مسدول الغطاء قد كشف الحب ستره ، وأباح حريمه ، وأهمل حماه فصار بعد الصيانة علما ، وبعد السكون مثلا . وأحب شيء إليه الفضيحة فيما لو مثل له قبل اليوم لاعتراه النافض عن ذكره ، ولطالت استعاذته منه . فسهل ما كان وعرا ، وهان ما كان عزيزا ، ولان ما كان شديدا . ولعهدي بفتى من سروات الرجال وعلية إخواني قد دهى بمحبة جارية مقصورة هام بها وقطعه حبها عن كثير من مصالحه ، وظهرت آيات هواء لكل ذي بصر ، إلى أن كانت هي تعذله على ماظهر منه مما يقوده إليه هواه . خبر : وحدثني موسى بن عاصم بن عمرو قال : كنت بين يدي أبي الفتح والدي رحمه الله وقد أمرن...
إلى الكتاب
|
مطاح
|
|