|
|
وللحب علامات يقفوها الفطن ، ويهتدي إليها الذكي . فأولها إدمان النظر ، والعين باب النفس الشارع ، وهي المنقبة عن سرائرها ، والمعبرة لضمائرها والمعربة عن بواطنها . فترى الناظر لا يطرف ، يتنقل بتنقل المحبوب وينزوي بانزوائه ، ويميل حيث مال كالحرباء مع الشمس . وفي ذلك أقول شعرا ، منه : فــلــيــس لعيني عــنــد غــيــرك مـوقـف كأنك ما يحكون من حجر البهـت أصــرفــهــا حيث انــصــرفــت وكيفـمـا تقلبت كالمنعوت في النحو والنعت ومنها الإقبال بالحديث . فما يكاد يقبل على سوى محبوبه ولو تعمد ذلك ، وإن التكلف ليستبين لمن يرمقه فيه ، والإنصات لحديثه إذا حدث ، واستغراب كل ما يأتي به ولو أنه عين المحال وخرق العادات ، وتصديقه وإن كذب ، وموافقته وإن ظلم ، والشهادة له وإن جار ، واتباعه كيف سلك وأي وجه من وجوه القول تناول . ومنها الاسراع بالسير نحو المكان الذي يكون فيه ، والتعمد للقعود بقربه والدنو منه ، واطراح الأشغال الموجبة للزوال عنه ، والاستهانة بكل خطب جليل داع إلى مفارقته ، والتباطؤ في الشيء عند القيام عنه . وفي ذلك أقول شعرا وإذا قـــمـــت عـــنـــك لــــم أمـــــــش إلا فـــي مــجــيــئــي إلـــيـــ...
إلى الكتاب
|
مطاح
|
|