|
|
الحمد لله على سوابغ النعم وله الشكر على جلائل القسم ربنا الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم فأنطقه بالحروف المجمة التي هي صيغ الكلم منثورة ومنظومة وخصه من ب ين الحيوان باللغى التي ينطق بها مسرودة مفهومة وميزه بالبيان الذي فصل به العالم كما قال عز ذكره ولقد كرمنا بني آدم ورث البيان أجداده والباء إذ علم ربه آدم الاسماء حتى أعرب عن ضمائره با علم من الأسامي والكلمات وأورث أولاده فنون اللغات فنطقوا با علم أبوهم وتلقن منهم ما تفوهوا به بنوهم من اللغات التي تكلمت بها الأم وتاورت بها العرب والعجم فارتفعوا بها عن درجة البهيمية ولم يكونوا كالانعام التي لها رغاء وثغاء وكالبهائم التي لها نباح وعواء وفضل من بينها اللغة العربية إذ خصها بخصائص ليست لغيرها من اللغة وجعل فضلها في أقصى الغايات ح ين أنزل القرآن العظيم وبعث الرسول اللذين جعلهما عربي ين فشرفت بهما اللغة العربية وثبتت لها الفضيلة والزية هو الله القادر الجبار يخلق ما يشآء ويختار له الحمد عليا كبيرا وصلواته على المبعوث بشيرا ونذيرا محمد وآله واصحابه وسلم تسليما كثيرا . أما بعد فان الشعر أبقى كلام وأحلى نظام وأبعده مرقى في درجة البلاغة وأح...
إلى الكتاب
|
مطاح
|
|