الفصل السادس والخمسون: في ان صناعة النظم والنثر انما هي في الالفاظ لا في المعاني

إعلم أن صناعة الكلم نظما ونثرا إنا هي في اللفاظ ل في العاني إنا العاني تبع لها وهي أصل . فالصانع الذي يحاول ملكة الكلم في النظم والنثر إنا يحاولها في اللفاظ بحفظ أمثالها من كلم العرب ليكثر استعماله وجريه على لسانه حتى تستقر له اللكة في لسان مضر ويتخلص من الع-مة التي ربي عليها في جبله ويفرض نفسه مثل وليد نشأ في جبل العرب ويلقن لغتهم كما يلقنها الصبي حتى يصير كأنه واحد منهم في لسانهم . وذلك أنا قدمنا أن للسان ملكة من اللكات في النطق يحاول تصيلها بتكرارها على اللسان حتى تصل شأن اللكات والذي في اللسان والنطق إنا هو اللفاظ وأما العاني فهي في الضمائر . وأيضا فالعاني موجودة عند كل واحد وفي طوع كل فكر منها ما يشاء ويرضى فل يحتاج إلى تكلف صناعة في تأليفها وتأليف الكلم للعبارة عنها هو التاج للصناعة كما قلناه وهو بثابة القوالب للمعاني . فكما أن الواني التى يغترف بها الاء من البحر منها آنية الذهب والفضة والصدف والزجاج وا ) زف والاء واحد في نفسه . وتختلف الودة في الواني الملؤة بالاء باختلف جنسها ل باختلف الاء . كذلك جودة اللغة وبلغتها في الستعمال تختلف بإختلف طبقات الكلم في تأليفه باعتبار تطبيقه عل...  إلى الكتاب