|
|
حدثنا عيسى بن هشام قال : كنت ببلد الشام ، وانضم إلى رفقة ، فاجتمعنا ذات يوم في حلقة ، ف-علنا نتذاكر الشعر فنورد أبيات معانيه ، ونتحاجى بعاميه ، وقد وقف علينا فتى يسمع وكأنه يفهم ، ويسكت وكأنه يندم ، فقلت : يا فتى قد آذانا وقوفك؛ فإما أن تقعد ، وإما أن تبعد ، فقال : ل يكنني القعود ، ولكن أذهب فأعود ، فالزموا مكانكم هذا ، قلنا : نفعل وكرامة ، ثم غاب بشخصه ، وما لبث أن عاد لوقته ، وقال : أين أنتم من تلك البيات؟ وما فعلتم بالعميات؟ سلوني عنها ، فما سألناه عن بيت إل أجاب ، ول عن معنى إل أصاب ، ولـمـا نفضنا الكنائن ، وأفنينا ا ) زائن ، عطف علينا سائل ، وكر مباحثا ، فقال : عرفوني أي بيت شطره يرفع وشطره يدفع؟ وأي بيت كله يصفع؟ وأي بيت نصفه يغضب ، ونصفه يلعب؟ وأي بيت كله أجرب؟ وأي بيت عروضه يحارب ، وضربه يقارب وأي بيت كله عقارب؟ وأي بيت سمج وضعه ، وحسن قطعه؟ وأي بيت ل يرقأ دمعه؟ وأي بيت يأبق كله ، إل رجله؟ وأي بيت ل يعرف أهله؟ وأي بيت هو أطول من مثله ، كأنه ليس من أهله؟ وأي بيت ل يكن نبضه ، ول تتفر أرضه؟ وأي بيت نصفه كامل ونصفه سرابل؟ وأي بيت ل تصى عدته؟ وأي بيت يريك ما يسر به؟ وأي بيت ل يسعه ا...
إلى الكتاب
|
|
|