|
|
حدثنا عيسى بن هشام قال : كنت وأنا فتى السن أشد رحلي لكل عماية ، وأركض طرفي إلــى كــل غواية ، حتى شربت من العمر سائغه ، ولبست من الدهر سابغه ، فلما انصاح النهار ب-انب ليلى ، وجمعت للمعاد ذيلي ، وطئت ظهر الروضة ، لداء الفروضة ، وصحبني في الطريق رفيق لم أنكره من سوء ، فلما تالينا ، وخبرنا بحالينا ، سفرت القصة عن أصل كوفي ، ومذهب صوفي ، وسرنا فلما أحلتنا الكوفة ملنا إلى داره ، ودخلناها وقد بقل وجه النهار واخضر جانبه ولـما اغتمض جفن الليل وطر شاربه ، قرع علينا الباب ، فقلنا : من القارع النتاب؟ فقال : وفد الليل وبريده ، وفل الوع وطريده ، وحر قاده الضر ، والزمن الر ، وضيف وطؤه خفيف ، وضــالتـه رغيف ، وجار يستعدى على الوع ، واليب الرقوع ، وغريب أوقدت النار على سفره ، ونبح العواء على أثره ، ونبذت خلفه ا ( صيات ، وكنست بعده العرصات ، فنضوه طليح ، وعيشه تبريح ، ومن دون فرخيه مهامه فيح . قال عيسى بن هشام : فقبضت من كيسي قبضة الليث ، وبعثتها إليه وقلت : زدنا سؤال ، نزدك نوال ، فقال : ما عرض عرف العود ، على أحر من نار الود ، ول لقي وفد البر ، بأحسن من بريد الشكر ، ومن ملك الفضل فليؤاس ، فلن يذهب ال...
إلى الكتاب
|
|
|