|
|
فوق المقاعد الرجراجة الضيقة ، تراخت تسعة أجساد ثقيلة تغالب النعاس . لــن تصحو تماما حتى يكتم الســائق صوت المذياع ، وهدير المحرك الخشن عند الوصول ، أو يزعق صوته القوي الحاد مســتنهضا قبيل ذلك بقليل . هو ا › ن منشــغل بالمقود الواســع المســتدير ، يحركه ، فيلوذ بالحافلة إ › اليسار ، وإ › اليمين ، تفاديا لحفرة عميقة ، أو حجر كبير ناتئ فوق ال › اب . › طرف المقعد ا › وســط ، خلف السائق تماما ، قبع خالد وقد جافاه النعاس ، لكنه › يستســيغ الك › م › مثل هذه الســاعة المبكرة من الصباح . كان جبينه يناطــح الزجاج ، ف › تجفل له عــين ، و › تكف عن تفحص المشاهد المتعاقبة ، وهي تستفز فضول القادم الجديد ، وتشــتت أفكاره › مهــب ا › تي من ا › يام ، فيسائل النفس معاتبا ، عن الدافع الذي جعله يرتمي › هذه البقاع المنعزلة ، ثم يواصل حوار الذات › ئما : " وهل كان حظي مي › ا من قبل حتى يكون ا › . "ن؟ " أي حــظ هذا أيها المثقف العتيد؟ لطالما اعتقدت أن الحظ ليس إ › محــض احتمال ق › نادر الحدوث ، لكنه يحدث . " ! " وكيف يكون احتما › قصيــا وهو › يفارق خطوة واحدة من خطاي؟ . " " ع › رسلك . › تسلم النفس لهذا البؤس ا...
إلى الكتاب
|
دار راية للنشر
|
|