|
|
لقد كان فارس إنسـانا يفهم الحياة بشـكل مغاير لما أنا كنت أدركـه لكنه كان يـدرك جيدا أنـه يحمل بين أفـكاره قضايا شـعبه .. آه يا ابنتـي .. إن ذلك النمر ا › سـود كان بمقدوره أن يديـر دفة ا › مور ف ا › تجـاه الذي يراه مناسـبا . خ › ل الف › ة الزمنية التي صاحبت إتمام صفقة التبادل كففنا عن ممارسة عادات الحياة ف داخل السجن ، بل أن ا › يام تحولت إ › حلقات مفرغـة من ا › نتظـار وال › قـب ، كنـا كالثعالب التـي تنتظر ا › نقضاض ع › طرا ئدهـا .. و › زمنا الخوف .. خوفنا من أن › نرى شمس الخارج الحقيقية . كنا قد امسـكنا ببواكير أشـعتها المت › بة ع › نوافذ السجن .. وشـعرنا بحرارتهـا إ › أننـا أردنـا اليقين .. ذلـك اليقين الذي سيخفض من درجة حرارة أرواحنا وينقلنا إ › برودة اللحظة التاليـة بـكل ما أمكنهـا حمله من عنـا › الوجـود ، أنت › تدرك حقا كيف هو الشـعور ذاك ، حـين تقبع ف ظلمة المكان تاركا لتخي › تك معانقة وقائع أنت نفسـك كنت بصدد خلقها وتجاوزها لتصبح حقيقة ، وع › حين غرة وعندما ينحرف هذا التخيـل درجة تنهـار أمام عينيك كل الحقائـق التي أوجدتها بذاتك ف لحظة واحدة .. لحظة سوداوية . ف تلـك الظلمة مباح لك...
إلى الكتاب
|
دار راية للنشر
|
|