|
|
لست أذكر بالتحديد كيف بدأنا معا بتكوين تلك اللحظة التي بدأت من خ › لها روايـة قصتها ، أو أحجية حياتها كما أرادت هي تسميتها . ولكني أذكر كيف حدقت هي ع › شباك ال › فة الزجاجـي المطلة ع › كنيسـة البشـارة ، حيث تمثـال مرمري لسـيدنا عيـ › النا › ي يداعـب الريح بشـموخه وص › ه ف مكانه ذلك ، وكيف أخرجت فجأة صوتا محم › بثقل الذكريات من صدرها قبل أن تبادر القول : - كان ذلك ف حيفا عام . 1948 سألتها مقاطعا : - هل يعني ذلك أن بداية ا › حداث كانت ف حيفا ؟ .. - نعم .. من حيفا بدأت خيوط الحياة الداكنة نسج ما سأرويه لـك ا › ن . وف حيفـا ولدت أيضـا ف بيت أبي الـذي كان يعج بالحيـاة ف حـي وادي النسـناس حيـث البحـر والصيادون والغـروب الـذي › يضاهيه غـروب ف أنحاء الخليقة سـوى غروب النفس عمن تحبه . ف ذلك الوقت من مساء يوم شديد الحر كنت ألعب مع شقيقتي سـلوى التي تناهز من العمر سـتة أعوام ، ف حين كنت أنا لم أبلـغ الثالثة بعـد . كنا ف غرفتنا نفـ › ش ا › رض ونلهو بدمية مصنوعة من القماش ، كانت صنعتها أمي لنا ، حين التقط أبي ( فـارس ) عصاه الخشـبية بحركة › يعة من يـده وكأن أمرا جلـ › قد حدث . نظر أبي نحو محيـط الغ...
إلى الكتاب
|
دار راية للنشر
|
|