|
|
تأتـي إ › المبنى الكبـير بطبقاته العديـدة ، تجد المصعد متعط › كالعادة ، يسـوء مزاجها ، تؤكد لنفسـها أن هذا يحدث بسـبب حظها العاثر ، تصعـد الدرجات المئة ، مع بعض لحظـات من التوقف بين الحـين وا › خر › لتقاط أنفاسها ، و › تأخذ قسطا كافيا من الراحة ، فما إن يظهر ع › الدرج رجل أو امرأة ، حتى تواصل صعودها ، كي › يقال عنها إنها امرأة متعبة . تصعـد إ › مكتب الرجـل الذي تزوج ثـ › ث مرات ، فلم يحالفـه الحـظ ، مـا اضطـره إ › أن يعيش بقيـة عمره وحيدا › يفكر بتكرار محاو › ته البائسـة ، يجلس أطول وقـت ممكن ف المقهى مـع أصدقائـه المنهمكين ف لعب الورق وتدخين النراجيل . كان › يدخن و › يلعب الورق ، بـل يكتفي بالجلـوس قـرب أصدقائه ، يراقبهـم حينا ، وي › د ذهنه حينا آخر ، يتأمل حياته التي لم تكن سوى ركام مـن التفاهات التي › تسـاوي شـيئا . كان _ دون إرادة منه _ يغـرق ف تأمل هذه التفاهات ، ليس من أجل اسـتخراج الع › ة منها ، وإنما لقطـع الوقت ، ول › بتعاد المؤقت عن المنغصات التي › تفتأ تحا › ه . تدخـل عليه المـرأة التي مات زوجها منذ سـنة . كان قد انتهـى من › ب قهـوة الصباح ، ومـن تصفح الجريدة اليوميـة ، وقـر...
إلى الكتاب
|
دار راية للنشر
|
|