مقهى آخر

يدخل المقهى متأبطا أوراقه وصحفه ، ينهمك ف القراءة وهو يحت › بين الحين وا › خر رشفة من فنجان قهوته ، ف › يرفع رأسـه إ › بعد أن يأتي عـ › الصحف جميعها . يطلـب فنجانا آخر من القهوة ، ي › به ع › مهل كعادته ، وهو يتأمل حركة الناس ف السوق الذي يمتد هابطا من أمام المقهى ، يتمتم لنفسـه بضع كلمات › يسمعها أحد ، و › ينتبـه إ › أن أفـراد ا ›› ة الذيـن يعملون جميعا ف المقهى ، يراقبـون كل حركاته وسـكناته دون علم منه ، وبدافع الفضول ال › يء دون سواه . يأتي إ › المقهى كل يوم تقريبا ، يحت › ع › ة فناجين من القهوة ، دون أن يكلم أحدا من رواد المقهى ، أو يلتفت إ › أحد ، يوزع وقته ع › القراءة ، ثم ع › تأمل السوق ، وفيما تبقـى من وقت ينهمك ف كتابة أسـطر عديـدة ، يدونها ب › عة ع › أوراق يحملها معه دون انقطاع . كف ا › ب عن ا › هتمام به ، بعد أن أخ › أفراد ا ›› ة بأنه رأى حـا › ت كثيرة مشـابهة ، اختزل ا › مر كلـه بالقول إنه واحـد من الكتبة ( يعني الكتـاب ) الذين ظهروا ع › ف › ات غير منتظمة ف هذا المقهى أو ذاك ، خ › ل الخمسين سنة المن › مة ، لكنهم مضوا جميعا دون أن ي › كوا أثرا وراءهـم . يقـول ا › ب ذلـك ، ثم ...  إلى الكتاب