الفتى الرّيفي

كان يتـوارى قـرب المنعطف بعيدا مـن موقف الباص ، يس › ق النظر إ › الناس المحتشدين عند الموقف ، ويتمنى بصـوت مسـموع أ › يأتي أبـوه ليقف عـ › الرصيف ، فتلك عادته ، ما إن يسـمع زامـور الباص حتى يهرع إ › الرصيف صحبة نفر من أهل البلد ، يقعدون فوق حجارة الرصيـف ، يدخنون السـجائر ، ويرمقـون الناس الذين يتأهبـون للذهاب إ › المدينـة بنظرات توحـي بالغيرة ، فأبـوه نادرا ما يذهـب إ › المدينة ، › نه › يملـك زيتا أو زيتونا يبيعه هناك ، كما أنه يشـ › ي مـا يلزم البيت من دكانة البلد . كان هو ا › خر يتشوق لرؤية المدينة ولو مرة واحدة ، كي يرى العجائب التي يتحدث عنها ا › و › د ، ولكي يلتهم من مأكو › ت المدينة اللذيـذة .. خبز مدني ، كنافة .. وكباب .. وكد ذهنه ليتذكر كل ما تتوق إليه نفسـه . وفجأة داهمه صوت : - توفيق الفار .. تريد أن تمدن ! حـدق توفيـق ف الصبي ، وأدرك أنه يتحـرش به .. قال متكلفا ال › مبا › ة : .. › - أريد أن أ › ح إ › الزيتون . - كذاب .. والله سوف أقول › بيك . هـز توفيق أصابعـه متوعـدا .. ودوى زامـور الباص ، دبـت الحركـة ف أوصال النـاس ، وأخذ توفيـق يتم › ف عصبية ، هـم أن ينطلق ويندس داخـل ا...  إلى الكتاب