20 أبي

ها قد م › ع › فراقنا ستة أعوام . يوم رحلت لم أكتب لك قصيدة رثاء كما يفعل الشـعراء عادة ، وقفت يومها بين جمهور المشـيعين وقلت فيك ك › ما بسيطا كبساطة فعل الو › دة والموت ، كبسـاطة موتك تلـك الليلة . كنت حزينا ، شـاردا ، رأيت ف عينيك ذاك اليوم إشارة الفراق ، › ء ما همـس › أن أبقـى معك لكني لم أسـمع صدى الصوت ، ان › فـت إ › أعما › وتركتك تحدث من حولك عن قانون الميزانية الذي لم يسـتطع أعضاء الكنيسـت إقراره . قلت لـك وأنا خـارج : مالنـا ومالهم ي › بـوا ، وكأنني أردت القـول ، خلينا ف ال › فينا ، أ › ترى كيف تدهورت صحتك يا أبي؟ لـم أكتب لك قصيدة رثاء . ولـو فعلت ع › عجالة وكتبت › ستفقت من سـباتك ا › بدي لتزجرني : هذا ليس شعرا ! كم حاولت إقناعك أن الشـجر يبكي وأن السماء تضحك وأن القمر يكتئب وأنـت ع › إ › ارك بأن هذا هراء وأن الشعر الحديث بكل أشكاله إنما زيف وضعف ومؤامرة ع › المتنبي وامـرئ القيس . كنت تسـعد عندما أتلو ع › مسامعك قصيدة عامودية حتى ولو خلت من التشبيهات والجماليـات . يكفيك أنها موزونة ومقفـاة . هكذا رأيت الشـعر يا أبـي وهكذا أردت أن يكون . هـا أنا أجول بين أوراقـك المبعثـرة أحاول ...  إلى الكتاب