|
|
ونحن ف الصف العا ،› كان صديقي زهير يحفظ أشعاري عـن ظهر قلب . زرته قبل سـنين قليلة وتحدثنا عن الشـعر فضحـك ضحكـة خبيثة وطلـب منـي أ › أغـادر مكاني ثم اختفـى ف غرفة المكتبة لبضع دقائق ، خـرج إ › بعدها وهو يحمل شـيئا يخفيه وراء ظهره كا › طفـال . كان ينقصه أن يطلب مني إغماض عيني ليكتمل المشهد . سـألني إن كنـت أدري ما يخفيـه فأجبته بالنفـي . قدم › بحركة بطيئة كراسـا بـدا › قديما لكنـه بحالة جيدة رغم اصفـرار أوراقه . يا الهي ، إنها أشـعار كتبتـهـا ف المرحلة الثانوية . هذا الرجل يحتفظ بقصائد › منذ أكثر من أربعين عاما . قلـبـت أوراق الكراس واحدة تلو ا › خـرى فبدأت الذكرى تعود إ › وكأني أمام فانوس سـحري فركته أنامل مارد . يا للمفاجأة ! لو أن هذه المادة كانت بين يدي ، لوجدت طريقها بالتأكيد إ › الزوال والضياع . فأنا ، أفقد الحس أحيانا بقيمة ا › شـياء ، › أحفظها ، أهملها ، أحرق قسـما منها ثم يصيبني الندم ع › فعلتي . حمدا لله ع › أن هذه الكراسـة بقيت عنده وليس عندي . قرأت مقتطفات منها بشكل عشوائي ورافقني هو عن بعد وكأن هذه القصائد كتبت البارحة . بلمـح البـ ،› رجعنـا إ › تلـك السـنين ف باحـة الكليـة...
إلى الكتاب
|
دار راية للنشر
|
|