الباب الحادي والثلاثون: القول في الصناعات والسعادات

صفحة: 114

من ا ) طابة؛ وآخر احتوى على اللغة وعلى شيء من ا ) طابة وعلى جودة ا ) ط؛ وآخر على الربعة كلها . والتفاضل في الكيفية هو أن يكون اثنان احتويا من أجزاء الكتابة على أشياء بأعيانها ، ويكون أحدهما أقوى فيما احتوى عليه وأكثر دراية . فهذا هو التفاضل في الكيفية . والسعادات تتفاضل بهذه النحاء أيضا . وأما أهل سائر الدن ، فإن أفعالهم ، لا كانت رديئة ، أكسبتهم هيئات نفسانية رديئة ، كما أن أفعال الكتابة متى كانت رديئة على غير ما شأن الكتابة أن تكون عليها ، تكسب النسان كتابة أسوأ رديئة ناقصة . وكلما واظب واحد منهم على تلك الفعال ازدادت صناعته نقصا . وكذلك الفعال الرديئة من أفعال سائر الدن تكسب أنفسهم هيئات رديئة ناقصة ، وكلما واظب واحد منهم على تلك الفعال ازدادت هيئته النفسانية نقصا ، فتصير أنفسهم مرضى . فلذلك ربا التذوا بالهيئات التي يستفيدونها بتلك الفعال ، كما أن مرضى البدان ، مثل كثير من المومي ، لفساد مزاجهم ، يستلذون الشياء التي ليس شأنها أن يلتذ بها من الطعوم ، ويتأذون بالشياء التي ليس شأنها أن يلتذ بها من الطعوم ، ويتأذون بالشياء التي شأنها أن تكون لذيذة ، ول يحسون بطعوم الشياء ا ( لوة التي من شأنها أن تكون لذيذة . كذلك مرضى النفس ، بفساد تخيلهم الذي اكتسبوه بالرادة

السابق:  |  التالي