|
|
صفحة: 78
فمترلة ذلك الشيء من العقل الهيولني مترلة الضوء من البصر . وكما أن البصر بالضوء نفسه يبصر الضوء الذي هو سبب إبصاره ، ويبصر الشمس التي هي سبب الضوء به بعينه ، ويبصر الشياء التي هي بالقوة مبصرة فتصير مبصرة بالفعل ، كذلك العقل الهيولني فإنه بذلك الشيء الذي مترلته منه مترلة الضوء من البصر ، يعقل ذلك الشيء نفسه ، وبه يعقل العقل الهيولني العقل بالفعل الذي هو سبب ارتسام ذلك الشيء في العقل الهيولني ، وبه تصير الشياء التي كانت معقولة بالقوة معقولة بالفعل ، ويصير هو أيضا عقل بالفعل بعد أن كان عقل بالقوة . وفعل هذا العقل الفارق في العقل الهيولني شبيه فعل الشمس في البصر ، فلذلك سمي العقل الفعال . ومرتبته من الشياء الفارقة التي ذكرت من دون السبب الول الرتبة العاشرة . ويسمى العقل الهيولني العقل النفعل . وإذا حصل في القوة الناطقة عن العقل الفعال ذلك الشيء الذي مترلته منها مترلة الضوء من البصر ، حصلت حينئذ عن السوسات التي هي محفوظة في القوة التخيلة معقولت في القوة الناطقة؛ وتلك هي العقولت الولى التي هي مشتركة لميع الناس مثل أن الكل أعظم من الزء ، وأن القادير الساوية للشيء الواحد متساوية . العقولت الول الشتركة ثلثة أصناف : صنف أوائل للهندسة العلمية ، وصنف أوائل يوقف بها على الميل والقبيح ما شأنه
|
مطاح
|
|