|
|
صفحة: 34
العالم بي القدم عالدعث وأما مسألة قدم العالم ، أو حدوثه ، فإن الاختلاف فيها عندي ب ين المتكلم ين من الشعرية والحكماء المتقدم ين يكاد أن يكون راجعا للاختلاف في التسمية ، وبخاصة عند بعض القدماء . وذلك أنهم اتفقوا على أن هاهنا ثلاثة أصناف من الموجودات طرفان وواسطة بب الطرف ين ، فاتفقوا في تسمية الطرف ين واختلفوا في الواسطة . فأما الطرف الواحد ، فهو موجود وجد من شيء ، أعني عن سبب فاعل ومن مادة ، والزمان متقدم عليه ، اعني على وجوده . وهذه هي حال الجسام التي يدرك تكونها بالحس ، مثل تكون الماء والهواء والرض والحيوان والنبات وغير ذلك . وهذا الصنف من الموجودات اتفق الجميع من القدماء والشعري ين على تسميتها ملادثة . وأما الطرف المقابل لهذا ، فهو موجود لم يكن من شيء ، و لا عن شيء و لا تقدمه زمان . وهذا أيضا اتفق الجميع من الفرقت ين على تسميته » قديما . وهذا الموجود مدرك بالبرهان ، وهو الله تبارك وتعالى . هو فاعل الكل وموجده والحافظ
|
مطاح
|
|