|
|
صفحة: 29
جميع العلماء الموجودين في ذلك العصر معلوم ين عندنا ، اعني معلوما أشخاصهم ومبلغ عددهم ، وأن ينقل إلينا في المسألة مذهب كل واحد منهم نقل تواتر ، ويكون مع هذا كله قد صح عندنا أن العلماء الموجودين في ذلك الزمان متفقون على أنه ليس في الشرع ظاهر أو باطن ، وأن العلم بكل مسألة يجب أن لا يكتم عن أحد ، وأن الناس طريقهم واحد في علم الشريعة . وأما كثير من الصدر الول فقد نقل عنهم أنهم كانوا يرون أن للشرع ظاهرا وباطنا ، وأنه ليس يجب أن يعلم بالباطن من ليس من أهل العلم به و لا يقدر على فهمه - مثل ما روى البخاري عن علي رضي الله عنه أنه قال : » حدثوا الناس با يعرفون . أتريدون أن يكذب الله ورسوله . » ومثل ما روي من ذلك عن جماعة من السلف . فكيف يمكن أن يتصور إجماع منقول إلينا عن مسألة من المسائل النظرية ، ونلان نعلم قطعا أنه لا يخلو عصر من العصر من علماء يرون أن في الشرع أشياء لا ينبغي أن يعلم بلاقيقتها جميع الناس؟ . وذلك بخلاف ما عرض في العمليات : فإن الناس كلهم يرون إفشاؤها لجميع الناس على السواء ، ونكتفي في حصول الإجماع فيها بأن تنتشر المسألة ، ف لا ينقل إلينا فيها خلاف . فإن هذا كاف في حصول الإجماع في العمليات بخلاف المر في العلميات .
|
مطاح
|
|