|
|
صفحة: 209
هـــل الــعــز إلا هــمــة صـــح صـونـهـا وهـــــــل رايـــــح إلا امـــــــرؤ مـــــتـــــوكـــــل ويــلــقــى ولاة المــلــك خــوفـــــا وفـكـرة عــيــانــا تــــرى هـــــــذا ولـــــكـــــن ســـــكـــــرة قد برهن الباني على الأرض سقفهـا ومن يمسك الأجــرام والأرض أمـره ومـــن قـــدر الــتــدبــيــر فيهـا بـحـكـمة ومن فتق الأمــواه في صفح وجههـا ومـــن صــيــر الألــــوان فــي نـــور نبـتـهـا إذا صان همات الرجال انكسارهـا قــنــوع غــنــي الــنــفـــــس بـــــاد وقـــــارهـــــا تضيق بها ذرعــا ويفنى اصطبارهـا أحــاطــت بنا مــا إن يفيق خـمـارهـا وفـــي عــلــمــه مــعــمــورهــا وقـــــفـــــارهـــــا بــــا عـــمـــد يــبــنـــــي عـــــلـــــيــه قـــــرارهـــــا فــصــح لــديــهــا لـــــيــلـــــهـــــا ونـــــهـــــارهـــــا فــمــنــهــا يـــغـــذي حــبـــــهـــــا وثـــــمـــــارهـــــا وبـــــهـــــارهـــــا فـــأشـــرق فــيــهــا وردهـــــــــا هنا أعزك الله انتهى ما تذكرته إيجابا لك ، وتقمنا لمسرتك ، ووقوفا عند أمرك . ولم أمتنع أن أورد لك في هذه الرسالة أشياء يذكرها الشعراء ويكثرون القول فيها ، موفيات على وجوهها ، ومفردات في أبوابها ، ومنعمات التفسير ، مثل الإفراط في صفة النحول وتشبيه الدموع بالأمطار وأنها تروي السفار وعدم النوم البتة ، وانقطاع الغذاء جملة ، إلا أنها أشياء لا حقيقة لها ، وكذب لا وجه له ولكل شيء حد ، وقد جعل الله لكل شيء قدرا . والنحول قد يعظم ولو صار حيث يصفونه لكان تفي قوام الذرة أو دونها ، ولخرج عن حد المعقول . والسهر قد يتصل ليالي ، ولكن لو عدم الغذاء أسبوعين لهلك . وإنما قلنا أن الصبر عن النوم أقل من الصبر عن الطعام؛ لإن النوم غذاء الروح والطعام غذاء الجسد ، وإن كانا يشتركان في كليهما ولكنا حكينا على الأغلب . وأما الماء فقد رأيت أن ميسورا
|
مطاح
|
|