|
|
صفحة: 201
معرفته بفضل سواه عليه فهو لا يجيب دواعي الغزل في كلمة ولا كلمتين ولا في يوم ولا يومين ، ولو طال على هؤلاء الممتحنين ما امتحنوا به لجادت طباعهم وأجابوا هاتف الفتنة ، ولكن الله عصمهم بانقطاع السبب المحرك نظرا لهم وعلما بما في ضمائرهم من الاستعاذة به من القبائح ، واستدعاء الرشد . لا إله إلا هو . وإما بصيرة حضرت في ذلك الوقت ، وخاطر تجرد أن قمعت به طوالع الشهوة في ذلك الحين ، لخير أراد الله عز وجل لصاحبه . جعلنا الله ممن يخافه ويرجوه . آمين . وحدثني أبو عبد الله محمد بن عمر وبن مضائ عن رجال من بني مروان ثقات يسندون الحديث إلى أبي العباس الوليد بن غانم أه ذكر أن الإمام عبد الرحمن ابن الحكم غاب في بعض غزواته شهورا وثقف القصر بابنه محمد الذي ولى الخلافة بعده ورتبه في السطح وجعل مبيته ليلا وقعوده نهارا فيه ، ولم يأذن له في الخروج البتة . ورتب معه في كل ليلة وزيرا من الوزراء وفتى من أكابر الفتيان يبيتان معه في السطح . قال أبو العباس : فأقام على ذلك مدة طويلة وبعد عهده بأهله وهو في سن العشرين أو نحوها ، إلى أن وافق مبيتي في ليلتي نوبة فتى من أكابر الفتيان ، وكان صغيرا في سنه وغاية في حسن وجهه . قال أبو العباس : فقلت في نفسي : إني أخشى الليلة على محمد بن عبد الرحمن الهلاك بمواقعه المعصية وتزين إبليس وأتباعه له قال : ثم أخذت مضجعي في السطح الخارج ومحمد في السطح الداخل المطل على حرم أمير المؤمنين ، والفتى في الطرف
|
مطاح
|
|