|
|
صفحة: 200
فلما علمت المرأة بفوات الوقت وأن زوجها لا يمكنه المجيء تلك الليلة تاقت نفسها إلى ذلك الفتى فبرزت إليه ودعته إلى نفسها ، ولا ثالث لهما إلا الله عز وجل ، فهم بها ثم ثاب إليه عقله وفكر في الله عز وجل فوضع إصبعه على السراج فتفقع ثم قال : يا نفس ، ذوقي هذا وأين هذا من نار جهنم . فهال المرأة ما رأت ، ثم عاودته فعاودته الشهوة المركبة في الإنسان فعاد إلى الفعلة الأولى . فانبلج الصباح وسبابته قد اصطمتها النار . أفتظن بلغ هذا من نفسه هذا المبلغ إلا لفرط شهوة قد كلبت عليه؟ أو ترى أن الله تعالى يضيع له المقام؟ كلا إنه لأكرم من ذلك وأعلم . ولقد حدثتني امرأة أثق بها أنها علقها فتى مثلها من الحسن وعلقته وشاع القول عليهما ، فاجتمعا يوما خاليين فقال : هلمي نحقق ما يقال فينا . فقالت : لا والله لا كان هذا أبدا . وأنا أقرأ قول الله : ( الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين . ( قالت : فما مضى قليل حتى اجتمعا حلال . ولقد حدثني ثقة من إخواني أنه خلا يوما بجارية كانت له مفاركة في الصبى ، فتعرضت لبعض تلك المعاني ، فقال لها : كلا . إن من شكر نعمة الله فيما منحى من وصالك الذي كان أقصى آمالي أن أجتنب هواي لأمره ولعمري إن هذا لغريب فيما خلا من الأزمان ، فكيف في مثل هذا الزمان الذي قد ذهب خيره وأتى شره . وما أقدر في هذه الأخبار - وهي صحيحة - إلا أحد وجهين لا شك فيهما : إما طبع قد مال إلى غير هذا الشأن واستحكمت
|
مطاح
|
|