|
|
صفحة: 198
الباب الثلاثون فضل التعفف ومن أفضل ما يأتيه الإنسان في حبه التعفف ، وترك ركوب المعصية والفاحشة ، وألا يرغب عن مجازاة خالقه له بالنعيم في دار المقامة ، وألا يعصي مولاه المتفضل عليه الذي جعل له مكانا وأهلا لأمره ونهيه : وأرسل إليه رسله وجعل كلامه ثابتا لديه ، عناية منه بنا وإحسانا إلينا . وإن من هام قلبه وشغل باله واشتد شوقه وعظم وجده ثم ظفر فرام هواه أن يغلب عقله وشهوته ، وأن يقهر دينه ، ثم أقام العدل لنفسه حصنا ، وعلم أنها النفس الأمارة بالسوء ، وذكرها بعقاب الله تعالى وفكر في اجترائه على خالقه وهو يراه ، وحذرها من يوم المعاذ والوقوف بين يدي الملك العزيز الشديد العقاب الرحمن الرحيم الذي لا يحتاج إلى بينة ، ونظر بعين ضميره إلى انفراده عن كل مدافع بحضرة علام الغيوب ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . ( ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات . ( ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا . ( يوم ( وعنت الوجوه للحي القيوم
|
مطاح
|
|