|
|
صفحة: 178
امرأة قط ، وما رأيت مثله جملة علما وعملا ودينا وورعا ، فنفعني الله به كثيرا وعلمت موقع الإساءة وقبح المعاصي : ومات أبو علي رحمه الله في الطريق الحج . ولقد ضمنى المبيت ليلة في بعض الأزمان عند امرأة من بعض معارفي مشهورة بالصلاح والخير والحزم ، ومعها جارية من بعض قراباتها من اللاتي قد ضمنها معي النشأة في الصبا ، ثم غبت عنها أعواما كثيرة . وكنت تركتها حين أعصرت ووجدتها قد جرى على وجهها ماء الشباب ففاض وأنساب ، وتفجرت عليها ينابيع الملاحة فترددت وتحيرت ، وطلعت في سماء وجهها نجوم الحسن فأشرقت وتوقدت ، وانبعث في خديها أزاهير الجمال فتمت وأعتمت ، فأتت كما أقول : خــريــدة صــاغــهــا الــرحــمــن مـــــن نـور جــلــت مــاحــتــهــا عـــن كـــــل تـقـدير لو جاءني عملي في حسن صورتها يوم الحساب ويم النفخ في الصور لــكــنــت أحـــظـــى عـــبـــاد الـــلـــه كلهـم بـــالجـــنـــتـــن وقــــــــرب الخــــــــرد الحـــــور وكانت من أهل بيت صباحة ، وقد ظهرت على صورة تعجز الوصاف ، وقد طبق وصف شبابها قرطبة ، فبت عندها ثلاث ليال متوالية ولم تحجب عني على جاري العادة في التربية . فلعمري لقد كاد قلبي أن يصبو ويثوب إليه مرفوض الهوى ، ويعاوده منسى الغزل . ولقد امتنعت بعد ذلك من دخول تلك الدار خوفا على لبي أن يزدهيه الاستحسان . ولقد كانت هي وجميع أهلها ممن لا
|
مطاح
|
|